part 8 : تمضي الايام

64 5 8
                                    

مرّ شهر على وفاة فارس ، و ياسَمين ماتزال كما هي تقضي يومها كله تتذكر فارس وتبكي عليه، لم تعد تخرج من بيتها ولا تتحدث إلاّ قليلا..
أما القرية، فلم تواجه الامبراطورية أي صعوبةٍ في احتلالها والسيطرة عليها بعد أن مات زعيمها وفرسانها وهاجر الكثير من سكانها..

في أحد الأيام عرضت نرجس على ياسَمين أن يخرجا إلى سوق القرية، في البداية رفضت ياسَمين الذهاب لكن نرجس أصرت عليها وظلت تحاول معها حتي وافقت..
خرجت الفتاتان معاً وأخذتا تتجولان في سوق القرية الذي كان قد تغير تماماً، حتي البائعين لم يكونوا نفس البائعين قبل حدوث المعركة، كانت نرجس تتجول وتركض من سوقٍ إلى أخر محاولةً جعل ياسَمين تشاركها، إلاّ أن ياسَمين ظلت كما هي ولم يزيدها الخروج إلى السوق سوى حزناً على حزنها وهي تتذكر كيف كانت هي و فارس يتجولان معاً ويجهزان لزفافهما..

كان حرس الامبراطورية يملؤون السوق على غير العادة، سألت نرجس أحد البائعين عن السبب فأخبرها أن الامبراطور سيمر ليتفقد السوق اليوم، التفتت نرجس ناحية ياسَمين وقالت: يقولون أن الامبراطور سيمر اليوم على السوق..
: الامبراطور..!؟
: أجل.. يبدو أننا اخترنا يوماً سيئاً للخروج..
: لنعد للبيت إذا..
كانت نرجس تمشي وهي غير منتبهةٍ أمامها فاصطدمت بأحد الحراس ووقعت أرضاُ، قال لها الحارس: هل أنت عمياء يافتاة.. لقد افسدت بدلتي..
لم تتحمل نرجس كلام الحارس فوقفت من مكانها وقالت له: بدلتك..!؟ هذا بدل أن تعتذر..
: أنا أعتذر.. هل تعرفين من أن أيتها الفتاة..
اقتربت ياسَمين من نرجس وهمست لها: اهدئي يا نرجس.. لا نريد مشاكل مع حرس الامبراطور..
: ومن تكون.. مجرد حارس غبي ينفذ الأوامر..
: هذا الحارس الذي لا يعجبك يستطيع القضاء عليك أنت ووالديك..
: اياك أن تذكر اسم والداي على لسانك وإلاّ قطعته لك..
: أتهددينني ياحشرة..!؟

وكان للمصادفة دورها فقد كان الامبراطور ماراً بالمكان وسمع الحديث الذي جرى وقد شده منظر الفتاتين اللتان تتشاجران مع الحارس..
توجه الامبراطور نحوهم وما إن رآه الحارس حتي انحنى له وقال بتلعثم: جلالة الامبراطور.. انا تحت أمرك..
نظر الامبراطور للفتاتين وسأل الحارس: ماذا يحدث هنا..؟
: جلالتك.. هاتان الفتاتان تطاولتا على حرس الامبراطور لذا أردت معاقبتهما..
نظر الامبراطور إلى نرجس ثم وجه نظره إلى ياسَمين وبقي ينظر إليها طويلاً حتي ظنت ياسَمين أنه سيأمر باعتقالهما وسجنهما لكنهما تفاجأتا عندما قال للحارس: اعتذر لهما.. النساء لا تعاقب في امبراطوريتنا..
: أمرك جلالتك.. أنا أعتذر..
اعتذر الحارس من نرجس و ياسَمين وهو يرتجف خوفاً من الامبراطور، أما نرجس و ياسَمين فقد بقيت كل منهما واقفةً في مكانها وهي مصدومة مما حصل..
أما الامبراطور فقد أكمل جولته بعد أن أمر أحد الحراس قائلاً: اتبع الفاتاتان واجلب لي كل المعلومات عنهما..
عادت نرجس و ياسَمين إلى بيتهما بعد أن انتشر في القرية خبر ماحدث معهما وكيف انهما نجتا من الموت بأعجوبة..

في البيت، جلست نرجس و ياسَمين تتحدثان معا، قالت نرجس : لوهلة ظننت أن اليوم أخر يوم لنا..
: ماكان عليك الشجار مع الحارس..
: لم يكن بامكاني السكوت على ما قاله..
: نرجس نحن لم نعد كالماضي.. أي شجار قد يسبب سجنك..
: لا تخافي يا ياسَمين.. لقد انتهي الأمر على خير..
سكتت نرجس قليلاً ثم قالت: ألاّ تجدين أن مافعله الامبراطور معنا غريب..
: صحيح.. لا أصدق أنه طلب من أحد حراسه أن يعتذر منا..
: معكِ حق.. الناس في القرية يقولون أنه قاسٍ ولا يرحم أحد..
: أشعر أن مافعله معنا لا يبشر بالخير..
: ماذا تقصدين..!؟
: لا أدري.. لكنني لست مطمئنةُ أبداً..

في قصر الامبراطور، كان الامبراطور جالساُ على عرشه وحوله حرسه والوزراء والمستشارون..
دخل أحد الحراس وانحني أمام الامبراطور، سأله: هل فعلت ما أمرتك به..
: أجل جلالتك..
: تكلم..
: جلالتك.. جمعت كل المعلومات عن الفتاتين.. الفتاة التي تشاجرت مع الحارس ذات الشعر القصير اسمها نرجس.. والداها حيان وليس لها اخوة.. وذات الشعر الطويل اسمها ياسَمين.. والداها توفيا منذ منذ زمن وهي تعيش وحدها.. كانت مخطوبةً لأحد فرسان القرية لكنه مات في المعركة التي حدثت بيننا..
كان الامبراطور منتبهاً لكل كلمة يقولها الحارس وما إن انتهي من الكلام حتي قال له: راقب الفتاة ذات الشعر الطويل واحضر لي كل ماتقوم به بشكل يومي..
: أمرك جلالتك..
رحل الحارس وبقي الامبراطور يفكر في أمر ما بعينين لامعتين..



_________________________________________

رأيكم في البارت؟
توقعاتكم للبارت الجاي ؟

سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن