part 28 : قرار اريك

50 5 7
                                    

بعد عدة أيام كان الامبراطور في مكتبه يمارس عمله مع اتيكوس ، دخل أحد الحرس وقال: جلالتك.. هناك زائرٌ يطلب مقابلتك..
: أدخله..
دخل فارس فقال له افتيموس : أهلا بك.. كنت انتظر مجيئك.. هل قررت..؟
: أجل.. أنا موافق على العمل هنا..
أخذ نفساً عميقاً وأكمل: جلالتك..
: هذا رائع.. سترافقني أينما أذهب من الأن وصاعداً..
: أمرك..
تقدم اتيكوس من فارس ومدَّ يده مصافحاً: أهلاً بك بيننا.. أنا اتيكوس..
صافحه فارس : أهلاُ بك..
نظر افتيموس إلى أحد الخدم وقال: أرشده إلى جناحه..

ذهب فارس مع الخادم ليدله على جناحه الخاص، في طريقه إلى هناك التقي ب ياسَمين ومعها نرجس ، بمجرد أن وقعت عيناها عليه وقفت في مكانها تنظر نحوه بحيرة، وعندما انتبه لها وقف أيضاً ينظر إليها بشرود إلى أن قال له الخادم: سيدي.. عليكَ أن تنحي لجلالة الامبراطورة ايزس..
انحني لها وفكرة واحدة اجتاحت عقله، كم أنها تغيرت، وكم قاست، ومالذي حدث لها لتتغير هكذا، استقام مكانه وقال: تشرفت برؤيتكِ..
توقف قليلاً وهو ينظر لعينيها وأكمل: جلالتك..
: أهلا بك.. هل ستعمل في القصر..؟
: أجل.. سيعينني جلالة الامبراطور مستشاراً له..
: أثمن لك التوفيق.. هل يمكنني أن أسألك سؤال..؟
: تفضلي جلالتك..
: من أي مكانٍ أنت..؟
: جلالتك.. قلت مسبقاً أنني من قرية بعيدة..
: أليس لديك أقارب هنا..؟ أعني.. هل تعرف أحداً هنا..؟
: لا.. لا أعرف..
: حسناً..
اقتربت نرجس من ياسَمين وهمست لها: لنذهب ياسَمين..
ابتسمت ياسَمين ل فارس وغادرت دون أن تقول شيئاً، أما فارس فقد تابع طريقه مع الخادم إلى أن أوصله لجناحه وعندما أراد الانصراف أوقفه وسأله: أين يقع جناح الامبراطورة..؟
دله الخادم على مكانه وانصرف، بقي فارس يفكر قليلاً ثم اتجه نحو جناح ياسَمين..
بقي واقفاً أمام الباب حائراً بين أن يدخل أو يرحل، وإن دخل ماذا سيقول لها، تمتم: ماذا أفعل..؟ أريد رؤيتها بشدة..
سمع صوت نرجس أتياً من الداخل تقول: ماكان عليكِ أن تسأليه..
: لم أستطع منع نفسي يا نرجس.. إنه يشبهه كثيراً..
: صحيح أنه يشبه فارس.. لكنه مجرد شبه يستحيل أن يكون ماتفكرين به حقيقة..
: أعرف ذلك.. ولكن..
: ياسَمين.. أنت تهلكين نفسكِ هكذا.. لقد قال أن اسمه اريك وأنها زيارته الأولي إلى هنا..
توقفت قليلاً ثم تابعت: إذا كان اريك هو فارس كما تقولين لكان أخبرك أنه هو.. كما أن فارس لن يرضي أن يعمل مع الامبراطور نسيت كم كان يكرهه..
: معكِ حق.. لكن قلبي يخبرني أنه هو..
: هذا فقط لأنك تفكرين ب فارس دائماً..
دمعت عيناها وقالت: اشتقت إليه كثيراً يا نرجس..
سمع فارس كل ماقالته نرجس و ياسَمين فازداد ألما وحرقة على ماحدث معهما، ذهب إلى جناحه وبقي به حتي استدعاه الامبراطور فذهب له..
خرجت نرجس من عند ياسَمين وسارت في الرواق وهي تفكر: عليَّ أن أعرف من يكون اريك هذا..
شعرت بالجوع يداهمها فتوقفت وغيرت طريقها نحو المطبخ..

كانت تراقب الطباخين من باب المطبخ وتنظر لأصناف الطعام المختلفة، همست لنفسها: كيف سأخذ الطعام والمطبخ يعج بالطباخين..
سمعت صوتاً يقول لها: ماذا تفعلين هنا..!؟
: اتيكوس..
تنهدت براحة وقالت: أخفتني.. ظننتك شخصاً أخر..
: مالذي تفعلينه هنا..؟
: لا شيئ..
: هل تنوين سرقة الطعام..؟
صمتت نرجس قليلاً ثم قالت: امممم.. أجل.. أنا جائعة جداً..
: لكنك تعلمين أن أوقات تناول الطعام في القصر محددة ولا يسمح بمخالفتها..
: لكنني جائعةٌ جداً.. إن لم أتناول شيئاً فسأموت جوعاً..
: ستموتين جوعاً..!؟
ردت نرجس بعفوية: أجل.. الطعام أفضل شيئ في الوجود..
: من يرى جسدكِ النحيف لا يصدق أنكِ من يقول هذا الكلام.. على أي حال لن تتمكني من تناول الطعام قبل موعد الغذاء..
تذمرت نرجس : لن أستطيع الصبر حتي الغذاء..
قهقه اتيكوس بخفة ثم قال: لدي بعض الفاكهة في غرفتي.. إن أردت يمكنك المجيئ معي وتناول البعض منها..

في غرفة اتيكوس كانت نرجس تتناول الفاكهة بشراهة و اتيكوس يراقبها..
اتكأت نرجس على الكرسي وقالت: لقد شبعت..
: لم أرى في حياتي فتاة تأكل مثلك.. أكللت مثل عشر رجال جائعين.. أين تذهبين بكل ذلك الطعام..!؟
: لا يهم.. المهم أنني ملأت معدتي..
ابتسم اتيكوس وهو ينظر نحوها، نظرت إليه نرجس وسألته: لما تنظر إليَّ هكذا..!
لم يقل شيئاً وإنما تابع التحديق بها وحسب فقالت بتلعثم: س سأذهب.. ياسَمين ت تنتظرني..
وقفت من مكانها وهمت بالخروج إلاّ أن اتيكوس أوقفها قائلاً: نرجس انتظري..
توقفت والتفتت نحوه فقال لها: أريد أن أقول لكِ شيئاً..
تقدم نحوها فتراجعت خطوتين للوارء، تابع اتيكوس تقدمه فأخذت تتراجع حتي اصطدمت بالجدار خلفها، اقترب اتيكوس منها ووضع كلتا يديه على الجدار خلفها على جانبي رأسها..
اقترب من أذنها وهمس لها: منذ أول مرة رأيتكِ بها لم تفارق صورتكِ عقلي.. أحبكِ نرجس..
تفاجأت نرجس مما سمعته وبقيت متصنمة مكانها، ابتعد اتيكوس قليلاً وبقي ينظر لعينيها ثم اقترب من شفتيها وطبع قبلةً خفيفة عليهما وابتعد، نظر اليها فرأى دموعها تتدحرج من عينيها، تدارك نفسه وهمس: أنا أسف...
وقبل أن يكمل كلامه كانت نرجس قد دفعته بعيداً عنها وركضت خارجةً من الغرفة، حاول اللحاق بها وهو يناديها لكنه لم يسمع سوى صوت خطواتها تبتعد، همس لنفسه: ياالهي.. ماذا فعلت..


سحر الإمبراطوريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن