صباحات الله بي خيرا .. وكل يوم يهل للناس معاهو اقدار جديدة .. بيت ناس عمك بشرى بصحو بالبسمة والفرحة المنزوعة من قساوة الزمن .. كانهم عايشين في كوكب تاني .. خارج نطاق البلد الصاري وشو .. مع انو ملان بالخير .. ودافق بالنعم .. فيهو بيوت تكب بالنعمة .فيهو بيوت منورة بالفرح مبنية .. فيها سعادة فيها الفرحة فيها الالفة .. فيها الكل يحب الكل ..
وفيها ولاء وفيها وفاء وفيها الطيبة والتحنان ..
كلها دقايق واي زول من ناس البيت مشى على وجهتو.. الا زينب القعدت تدير شؤون وزارة الداخليه طبعا ..وتجهز وتنضف وتغسل زيها وزي كل رموز الخير في بلد الخير التحية لكل ام ..
نحن نمشي مع زهرة ربيع الدنيا .. عنوان الصلاح والطيبة .. ثويبة ..
ركبت المواصلات الصباح وماشافت الراكبين كم . والكراسي الفاضية والنزل منو والركب منو ..
لانها بي طبيعتها معاينتها للارض اكتر من التلفت وقوة العين ..
كل مرة تدي التفاتة بي شباك الحافلة ..عشان تشوف وصلت ولالا ..
خاتة شنطتها فوق حكرها ..ومشغولة باظافرها بتعمل في شنو مامعروفة.. وكل مرة تجر اكمام العباية ..عشان تغطى ظهور كفيها ..
والعباية طبعا ظاهر عليها مهرية من الغسيل والمكوه ..
اي زول يشوف ثويبة ممكن يعرف حال اسرتها المادي ..حتى الجزمة اللابساها مخيطة من تحت بي خيط نقالة .. وارضيتها مسهوكة .. سبحانك ربي ..
بس وصلت الشركة ودخلت .. ولافي زول القى ليها بالو .. مشت طوالي لمكتب التوظيف ..
لقت العم الكان اتكلم معاها امس ..
قالت ليهو السلام عليكم ..
قال ليها عليكم السلام .. انا ماقلت ليك البسي لبس زي الناس ؟
قالت ليهو والله ياهو لبسي البقدر عليهو ياعمي ..
قال ليها يابت انا ماعمك..
انا عبدالقادر .. قالت ليهو خير ياعبد القادر ..
اها انا جيت استلم الشغل .. قال ليها طيب انتظري يجي قرشي ..يفهمك الوتيرة ..
قالت ليهو الله يديك العافية خلاص انا منتظرة ..
ممكن سؤال تاني؟ قال ليها اتفضلي.. واختصري لاني انا مشغول ..
عاينت ليهو كدا .. لقتو شايل كباية شاي سادة وما قدامو اي شغل ..
قالت ليهو انا بسأل من عامر ماجاء؟
قال ليها .. متين هو؟ .. خلاص بدينا ؟ ..اخدي ليك يومين حتى تبدي الدرامات دي ..
ولا مفلسة شديد؟
هنا حست بانو دواخلها بدت تغلي ..
ردت بكل هدوء .. قالت ليهو لالا ماكدي بس موضوع تاني ..
قال ليها بجي زي الساعة 12 كدا امشي استلمي الشغل وانتظريهو ..
المهم مشت على مكتب الحسابات . وانتظرت زي ربع ساعة كدا جاها قرشي .. وسلم عليها ..
شاب شكلو جادي ..وهادي جدا ..والظاهر عليهو الخجل والحياء.. والحذر ..
وبتعامل بكل دقة .. وبتكلم بي احترام ..
حتى ما ملا عينو فيها .. قالت ليهو انت قرشي ؟ قال ليها نعم حبابك ..
قالت ليهو موصيني ليك عبد القادر ..قالي تفهمني طريقة الشغل ..
قال ليها حاضر انتي منو لو سمحتي .؟ قالت ليهو انا ثويبة البشرى ..
قال ليها المسألة ساهلة جدا وبدا معاها ..وهي طبعا تعجبك في سرعة الاستيعاب ..
عرفت اي حاجة وكل الملفات واماكنها وحسابات العملاء وعييييييييك..
المهم لمن جات الساعة واحدة هي كانت سلكت تب ..
وعامر لسع ماجا ء.
في نهاية الدوام تقريبا بي ربع ساعة وصل عامر ود العز ..
لبس مختلف والوان مختلفة وجزمة مختلفة .. وحال مجيهة طبعا ..
المهم .. هي من جوة المكتب شافتو بتكلم مع واحد برة ..طلهت وقفت في باب مكتبها ونادتو ..
السلام عليكم عامر لو سمحت بعد تخلص عايزاك ضروري ..
الود انهى كلامو سريع وجاها ..
وكان مافي اي زول غيرهم الاتنين .. بس باب المكتب فاتح .. والناس ماشة وجاية ..
قالت ليهو انا ممنونة جدا لتوصيتك علي ..انو يشغلوني.. لاني بالجد كنت محتاجة للوظيفة دي ..
لكن في سؤالين كدا شاغلني شديد .. ياريت القى عليهم الاجابة ..
قال ليها اتفضلي .. هو كان قاعد في كنبة انيقة كدا قدامها وخالف رجل على رجل ..
وهي قاعدة في كرسيها قدامها تربيزتها وماخاتة يديها في الطربيزة ..
قالت ليهو انت ليه اخترتني من دون البنات التانيات ..
ده السؤال الاول .. جاوبني حتى اقول ليك السؤال التاني ..
قال ليها طيب انا اقول ليك .. اولا .. البنات الاتنين ديك من شكل لباسهم انهم مامحتاجين للشغل ..
والحاجات العاملنها في وشوشهم كانهم جايين لعرض ازياء ..
بعدين انتي ماشفتي نظراتهم كلها عدم حياء.. واي زول مابخاف من الله انا ماممكن استأمنه على الشغل.. زيادة على ذلك شهاداتك كلها جداراتها مؤهلة اكتر منهم ..
قالت ليهو طيب ليه تقول انت قريبي .. وانا اول مرة اشوفك ..؟
قال ليها حتى لو قلتا اختي مالو؟ .. مش بقولو رب اخ لك لم تلده امك؟ .. انا حسيت بانك مننا .. والارتباط الروحي اهم من الارتباط بالدم ..
هسي في اخوان والعداوة قايمة بينهم ..
وفي ناس مابينهم اي علاقة رحمية وعلاقتهم الروحية اقرب من الاخوان..
انتي لو رافضة المبدأ ده انا ممكن امشي واقول ليهم انا كلامي امس ماصح والبت دي مابيني وبينها اي معرفة ..
قالت ليهو لالا.. خلاص.. بس انا كانت عندي هواجس ..وهسي بي كلامك ده طردتها تمام ..ربنا يكرمك واسفة على الازعاج ..
وفرحت فرح عجيب.. ولمتين تصل البيت .. عشان تبشر امها وابوها بالشغل الحايصلح ليهم الاوضاع ان شاء الله ..
رتبت كل الملفات..ونضفت المكتب قبل ماتطلع.. وشالت السبت بتاع المهملات.. وطلعتو بره العمارة في كيس النفايات .. وجات راجعة عاينت للمكتب كلو من جيهاتو الاربعة وقفلت وطلعت ..
كان غالبية الموظفين مشو .. بس لسهة في ناس ..
نزلت بالسلم وهي طالعة كدا لاقت عامر بتكلم في التلفون .. برة الشركة من الناحية الشرقية ..واقف في ضل العمارة .. وبتكلم ..لمن شافها انهى المكالمة ..
وقاليها سلام ثويبة.. انتي ماشة وين ؟
قالت ليهو الثورة ان شاء الله ..
قال ليها انا ماشي على امدرمان ممكن اوصلك في طريقي ؟؟
قالت ليهو لا والله ماينفع .. انا عندي برنامج مابنفع الا في المواصلات ..
قالت ليهو كدا وهي ماشة ..
اها يازول البنية ماشة في كل امن وطمأنية وركبت وصلت البيت ..
ماشة في شارع البيت كدا .. البيت واقع رابع بيت من الناصية الشمالية .. وفاتح جنوب .. في شارع ..
شافت من بعيد في لمة قدام البيت .. وكانت مفتكرة اللمة دي في بيت الجيران ..
وكل مرة بتكضب في عيونها .. وشوية شوية شافت ناس مارقة وناس داخلة من بيتهم ..ده بيتنا اي ..
وقلبها دة بقى يضرب.. لمن حست بيهو داير يمرق بي حلقها ..ياربي في شنو؟
الناس الملمومين قدام بيتنا ديل شنو؟ ... يالطيف مايكون حصل لينا حاجة ..
ياربي امي مايكون حصل ليها حاجة ونحن مافي . .. اساسا ابوي مافي ..
اول زول لاقاها في الشارع سألته .. والبيت كلو المسافه الباقية قدامها مية متر ..
واحد شاب كدا من ناس الحلة ..قالت ليهو الحصل شنو؟ اللمة دي شنو؟
..
الى اللقاء ..
..