ثويبة لمن سالت الود .. الحاصل شنو؟ ..وكانت عايزة تقول ليهو.. قول (مافي شي) ..قول (مافي شي) .. لكن الود فتحة خشمو ..قال ليها انتي كنتي وين .؟
اخوك احمد ضربتو عربية .. قالت ليهو حصل ليهو حاجة .؟.. قال ليها انتي تراك وصلتي ..خشي براك اسالي .. ماسامعة صوت البكاء؟..
وفعلا في صوت بكا .. لكن ما كتير ..
ثويبة حست بانو كرعيها ماشايلنها.. اتذكرت الحلمة الحكاها ليها احمد ..قال ليها كل يوم التمساح بسكني ..ومابحصلني ..لكن اخر مرة قرم لي يدي اليمين ..
قبل ماتصل الباب اتاكدت بما لايدع مجالا للشك .. انو اخوها احمد الكبير مات ..
اول ما جات داخلة.. الحريم كبسن فيها.. ويبكن بكا حار شديد ..وهي بس ساكتة ومبهوتة.. وتعاين بعيونها.. اتكلت علي الحيطة ..وقعدت وضهرها ملامس الحيطة.. واندجت في الواطة.. لامن جير الحيطة اتحك في العباية .. وريقها ناشف .. لدرجة انو خشمها مغبش ..زي الزول الشفط ليهو بنزين ..
والنسوان يقولن ليها يابت ابكي ..كدا بتمرضي .. بس قالت ليهن امي وينا؟ ..ابوي وينو .؟
احمد اخوي الحصل ليهو شنو؟ ..
واحدي من الحريم قالت ليها .. الحي الله والدايم الله يابتي.. خليك مؤمنه .. ابوك جوة مع الجنازة ..
قالت ليها يعني احمد اخوي بقى جنازة.؟. خلاص؟.. تاني مافي احمد ..؟
المراة قالت ليها خشي جوة.. شوفي امك حالتها كيف؟ ..
طبعا" البيت اساسا فيهو غرفتين فقط ..غرفة حقتها هي واخوانها ..وغرفة للوالدين ،،
والاتنين فاتحات في برندة مسقوفة بي زنك ..
واحدة من الغرف مقفولة هسي .. وشكلهم بجهزو في الجثمان جوة ،،
والغرفة التانية فيها امها .. معاها حريم بصبرن فيها ..وبقرن ليها في قران وممسكنها المصحف والسبحة
وثويبة قامت داخلة من الحوش علي البرندة .. ابوها جا طالع ..قال ليها ثويبة؟؟ جيتي ؟؟ .. ماشاء الله عليك .. ايوة كدا .. دي بتي الحقيقية .. البتصبر على الامتحانات .. نحن ماعايزين ربنا يشوفنا ونحن ماراضين بحكمه
.. امشي خشي جوة صبري امك يابتي .. وهي بتعاين لابوها في وشو.. وماقادرة تنطق كلمة ..
وجواها بتقول .. حت لو سترت قوة قلبك .. كل الحزن الكامن فيك..
انا حاسابك .. وقلبي المشقوق نصين .. عارف البيكا وحاسي بيك ..
ومرة قال اللبيب ..
اضرب هم فؤاداك بالفــرح باكريه.
واتلقا المصايب فنجره وسخريه.
جفف دمعة الروح بي نعم محريه..
قلب الراسي سنداله ودموعو ضريه.
..
مالك يارفيق بالجرسـه مارق حسك.
صدرك ليه بضيق وكت المصيبه تجسك.
كان داير الكوارث والمحــن ماتمسك.
شوفلك فجه غير كون الله كان بتدسك..
...
كلما يغتسك هَم بي سيولو السالو.
حقك تبقى صنديد كالجبل تقسـالو .
طبع الراسـي والحــر والعنيد وامثالو.
مابنخجّـا بي البكا والحـــريم ترثالو.
.
عيونو حمر شديد .. شكلو لمن كان جوة مع الجثمان زرف دموع عزيرة . ابوها فات ..خلاها واقفة زي الصنم متسمره في نص البرنده .وماقادرة تتحرك .. في مراة قالت البت دي ماطبيعية ..زول يرشها بموية .. اعملو حاجة خلوها تبكي .. وهي واقفة ومتردده تدخل على امها .. وماعايزة تشوفها كلو كلو
.. ليه ماعارفة .. بس واقفة في نص البرندة منططه عيونا وماقادرة تستوعب الحاصل ..
ابوها طلع بره وبسال من الجماعة المفروض يجهزو القبر .. مشو ؟
في واحد رفع معاهو الفاتحة وقال ليهو الحصل شنو يا بشرى؟..
قال ليهو .. والله .. زي الساعة عشرة صباحا كدا والطلبة طالعين للفطور .. احمد قطع الشارع يشرب موية من السبيل غرب الشارع .. المدرسة بتاعتهم مافيها الا زير واحد وكوز واحد .. والطلبة بشربو بالدور لامن الحصة تفوتهم . زي ماعارف احوال المدارس الحكومية ..
احمد ولدي قاطع الشارع . جات حافله قالو ماشه باخر سرعة .. احمد لامن شافها مسرعة عليهو اتردد وضربتو ..نقلوهو المستشفى ..وضربو لي انا حصلتهم ..وانت عارف المستشفيات والحاصل فيها .. من هنا لاهنا غايتو وحبة جهجه دكاترة تعلمجية .. وقلة في ادوات الاسعاف ولدي مات والحمد لله ..
والماتو قدامو كتار ..والبموتو لسع كتار .. ربنا يكون في العون ..
ونحن ماعندنا غير نقول ..الخير فيما يختاره الله .. الله يسامحنا ويوفقنا نرضى باقداره ..
اها ياناس .. الجماعة المشو المقابر ديل ما منهم خبر؟..؟
واحد قاليهو جاهزين يا عم بشرى .. قال ليهو خلاص نطلع ..
طوالي دخل ومعاهو جماعة الكلام ده العصرية 4 وشوية .. وشالو الجثمان..
وطلع احمد اخر خروج ليهو من البيت .. وثويبة ما زالت واقفة في نص البرندة ..
ولمن طلع الجثمان .. وعاينت لاخوها ممدد في العنقريب .. ومكفن بالابيض ..
وكان في بقع دم ظاهرة على بياض الكفن ..
ثويبة كانت ممبهوتة بهتة غريبة .. وزي المامركزه .. وبتتمايل كدا زي العايز تقع ..
بس عيونها جاحظة وماشايلة حبة دمعة ..
ولمن الناس طلعو .. واتكلت على الحيظة وبرضو المرة دي قعدت جوة البرندة ..
وفجأة دموعها ديل كبن زي الينابيع ..وختت يدها فوق خشمها ..
واتكلت على يدها كدا عشان ماتقع ..
وقالت كلمة براحة كدا قالت ..(ودعتك الله ياستر البيت وباب الحوش .. الى حنات الخلد باذن الله )..
احمد 13 سنة بقرا في تامن ممتحن .. السنة دي للعالي ..وكانت ثويبه اكتر زول قريبة منو.. وبتذاكر معاهو ..وبتحبو محبة عجيبة ..
وبتحن عليهو .. كان طيوبي .. ويوسف الاصغر منو 10 سنوات شوية شقي ..
بس احمد كان عندو نفس حنية ثويبة وطيبة ابوهو ..
في بت من صاحبات ثويبة متدينة كدا جات داخلة .. وبقت تتكلم مع الحريم .. ياحريم ماتبكن احمد اساسا من طيور الجنة لانو مامكلف .. الكلام كلامنا نحن ..الماعارفين مصيرنا شنو؟ ..قالت لثويبة ثويبة حبيبتي قولي انا لله وانا اليه راجعون ..
ربنا بثبت قلبي .. وقومي من قعدتك دي .. وارضي بحكم الله خلي ربنا يرضى عنك..
ثويبة قالت انا لله وانا اليه راجعون ..
وفعلا حست بالثبات بس قلبها مقطووووووووووع ..
واتشجعت ودخلت لامها وحضنتها وساكتين بس الكلام فقط للدموع ..وقعدت جمبها والام ماسكة السبحة وبتهمهم بتقول في الاذكار والتثبيت ..
الحمد لله غايتو الام صبرت صبر غير متوقع ..
بل بتتكلم مع بتها .. ثويبة يابتي كل زول مصيرو الزوال وكلنا ماشين ..
انا عارفة ريدتك لاخوك .. وعارفه قلبك الاتحرق عليهو ..لكن يابتي النبي الحبيب تحت التراب ..
نحن ماعندنا غير نقول رضينا بامر الله ..
ثويبة كلام امها وكلام صاحبتها نزل عليها بعض السكينة بس المصاب كان جلل ..
والفاجعة فوق الاحتمال ..
قامت اتوضت وصلت العصر في الزقاق البي ورا الاوضة ..
ودعت كتير وبكت في الدعا .. وكانت بتقول ياربي تصبر ابوي وامي ..
ياربي تصبرني .. ياربي احمداخوي بحبو اكتر من روحي ..ياربي من هنا وعلى الجنة..
وجوار المصطفى ..
اها ناس الدفن رجعو .. والبشري خاتي الكراسي برة وبستقبل في التعازي ..من المعارف والجيران .. وناس الطرمبة واقفين معاهو وقفة الرجال .. حتى الخضر صاحب المحطة .. والناس ديل حبة حبة بقو يتفرقو ..
لامن جا الليل .. البيت جوة فضى من حريم البكا ..
والبشرى .. بعد العشاء شال العشاء للناس البرة .. والجيران جابو عشاهم ..
وفضلة خيركم اتعشو كلهم ومشو ..
والبشرى سريع جاء داخل وقال وينو يوسف .. يوسف 10 سنوات ماقادر يستوعب حجم الموضوع .. وقال لابوهو يا ابوي احمد دفنتوهو ؟؟ ..قال ليهو ايوة نعم وخلاص مشى الجنة ..
قال ليهو طيب في العيد مابجينا تاني ؟؟.. قال ليهو زول يعيد في الجنة يجينا هنا يعمل شنو؟ حظو موش؟
المهم البشرى كان بالجد مشكاة ..ومصباح يتوهج بالايمان في العتمة الغريبة دي..
وثويبة خلت ابوها بتكلم مع يوسف ودخلت الغرفة بتاعة الاولاد .. وفتحت الدولاب طلعت هدوم احمد الوسخانة الكان قلعها الصباح وهو طالع على المدرسة .
ولمتها كدا على صدرها وبقت تشم فيها وتنتحب في الخفاء وكبت دموع بللت الملابس .لا اله الا الله .. ابو ها جاء داخل لقاها منكفية على السرير وحاضنة هدوم اخوها ..
برضو ماقدر يتمالك روحو ..ذرف الدموع ..بس قش دموعو سريع ..وشال منها الهدوم وساقا برة ..
(صنديد يا اب قلب يا مقنع الكاشفات ..
ويادقر الهشـــابه البردع النايبات ..)
قال ليها تعالي ياثويبة انا عايزك ..
واحمد راح وناس البيت بقو اربعة بدل خمسة ..
مازالت الامتحانات تتوالى على هولاء الناس ..
البشرى ساق بتو برة .. وجا قعد في نفس السرير القاعده فيهو زينب وقعــّد جنبو ثويبة ويوسف وبقو
قاعدين الاربعة في سرير واحد . ولماهم عليهو كدا فارد يديهو فوقهم كلهم بي امهم ..
وعايز يتكلم وقفت ليهو حاجة في حلقو وقطع الكلام ..
وسكت مسافة ..
وقام .. قعد في السرير التاني وقال ليهم خليكم قاعدين في قعدتكم دي انا عايز احكي ليكم قصة حصلت
قدامي وانا شفتها وقولو لي رايكم فيها ..
وبدا يحكي ..
الى اللقاء ..