الفصل السابع

15.9K 331 15
                                    


ما أن تركتها ،حتى نهضت عن الفراش بمقاومة وتعب،تتجه صوب الصنبور ،لتتوضأ ،وهي تفرد المصلية على الأرض تجاه القبلة ،بخشوع ،أطالت فيه بالركوع وهي تبكي وتأن قائلة:_

_ اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الرحمين ،فانت ربي ورب المستضعفين.ساعدني يارب قويني وأقف جنبي ،أنا عارفة أنك مظلمتنيش وبتدي لكل واحد المقدار ال يقدر يتحمله....بس الشلة المرة دي تقيلة....يارب خليك جنبي ..وبارك لي في أهلي وأحميهم يااااااارب

ما أن أنهت صلاتها حتى ستلت هاتفها الجوال بأنامل مُرتعشة ،وهي تلامس الازرار قبل أن ياتيها صوت رجولي على الطرف الأخر وهو يقول :_

_ أخيراً أفتكرتي أن ليكي أب ،وقلقان عليكي والمفروض تتصلي بيه ولا أنا عشان عاجز ومش هعرف أتابعك فخلاص ...؟

لتجيبه بإعتذار والعبرات تحرق وجهها الاملس الرقيق:_

_ معلش يا بابا، زحمة السغل والشيفتات مخلياني مش مركزة، المهم فطرت ...؟ وخدت دواك...؟

ليرد عليها بطمأنة فهو لا يريد أن يثير قلقها:_

_ الحمد لله يا حبيبتي،أنا عاوزك تركزي في شغلك ،عشان تثبتي نفسك وأنا واثق أن ربنا مش هيضيع لك تعب 

لتضيف بتنهد ،حاولت الضحك فيه :_

_ خديجة قالت لي أنها نزلت مستعجلة ومفطرتكش، أنا قدامي ربع ساعة وأبقى عندك جهز نفسك يا راجل يا عجوز ،عشان تأكل أجدعها طبق فول فيكي يا محروسة كلها ،ونحبس بأجمل كوباية شاي

فأستطرد برفض لكي لا يعطلها عن عملها:_

_أحنا لسه بنقول ايه عاوزين نحط رجلنا فى المكان، متتعبيش نفسك أنا هأكل البقسماط ال على السفرة وأنملي ساعتين تكون أختك جت،ركزي أنتي بس مع العيانين وربنا يقويكي

لتستكمل بإصرار ومرح :_

_ طب الفطار ومقدور عليه ،بس العمرة ال جاية لك على طبق من فضة عاوز تسيبها ،مش عاوز بنوتك حبيبتك تساعدك تتوضأ ونصليها سوى ،صلاة الضحى مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لَا يَنْصِبُهُ إِلَّا إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ


ليقول بحنان :_

_ أنتي حظي من الدنيا ،وعوض ربنا عن والدتك ،ربنا ما يحرمني منك أبداً يا بنتي ويبعد عنك ولاد الحرام

مع جملته الأخيرة ،شردت عينيها فى الهواء،تريد أن تفاتحه فيما سيفعله تميم ليكون الشاهد على عقد قرانها ،لا تدري كيف ستفاتحه فى الأمر ،لكنها تخشى غضب تميم عليها لمغادرتها دون أن، فردت على والدها بإيجاز لحين تراه  :_

رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن