الفصل ال 12

14.6K 303 11
                                    


بفرع شركة الإتصالات 

"أنتي فاكرة نفسك فين وكالة من غير بواب يا بنتي..أستهدي بالله كده وكملي يومك "

عبارة قالها أدم ليهدأ من روع الباكية ،التي تجمع أشيائها بتوتر ،ومٌقلتيها مٌمتلئتان بالعبرات الساخنة ،،رفعت حقيبتها الجلدية على كتفها ،وهي تجفف وجهها الأملس بحزن تقول فيه:_

_ معلش يا أستاذ أدم...مضطرة أستأذن...وأمشي بدري...لو ينفع حضرتك تعملي التصريح ....سلام

مد كفه ليمسك بمعصمها وهو يعقد ما بين حاجبيه بإستغراب،بينما رمقته بنظرة نارية ،فعقب بإعتذار وهو يحرر يديها:_

_ أسف....بس ممكن أعرف السبب....مش يمكن أساعدك

قبل أن تنطق بحرف واحد ،أتت هدى على إستحياء ،بخطوات هادئة ومترقبة ،قبل أن تجلس وهي تطالع صديقتها بنوع من التوسل بعبارتها فأردفت :_

_ لا ..سوري...أنا كبيرة بما فيه الكفاية أني أخرج نفسي من أي ورطة ..وفر عروضك السخية دي للعملا ..السلام عليكم

غادرت على عجل ،وهي تأن بصوت خفيض ،ليقول أدم بضجر وهو يعود بعينيه لشاشة الحاسوب:_

_ مجنونة دي ولا إيه...يعني الواحد عاوز يعمل خير شر لازم يلقى...مفيش فايدة..هنعيش ونموت مش فاهمين الحريم دول

نهضت من كرسيها ،لتلحق بها خوفاً من أن تخبر والدتها المريضة ،فأعترضت طريقها،وهي تعبر الطرقة الرخامية  أمام الموظفين، يراقبهم من بعيد وبتركيز مازن ،وهو يضيق عينيه بلؤم، لترفع خديجة بصرها قائلة بإشمئزاز:_

_أبعدي عن طريقي بدل ما أصوت وألم عليكي الناس

فقالت بترجى به نبرة تحذيرية،وهي فى فستانها الوردي:_

_ بلاش ماما ،أنتي عارفها أنها مش حمل أي صدمات،زي ما والدك هو كمان ...

قاطعتها بعصبية وإستحقار،وهي تطالعها من رأسها لأخمص قدميها:_

_ يا بجاحتك لسه ليكي عين تتكلمي...وكمان تهددي...حقيقي .ال أختشوا ماتوا

أستكملت بجدية أكبر :_

_ أنا حذرتك...وذنبك على جنبك.....وأنتي حرة

فهتفت بإنفعال ،وصوت عال ،إقترب فيه أدم بإستغراب ،وفضول لمعرفة ما يدور:_

_ أنا لو منك أتمنى الموت...واحدة ضحت بأهلها وسمعتها عشان حتة حيوان ميستاهلش...لا ولسه هتدافــ

أتسعت عيني مازن لجرأتها وتطاولها عليه أمام زملائه ،يشاهد الجميع الموقف بإندهاش وإهتمام ،أما هدى  تتمالك هدى أعصابها ،فصفعتها بقوة،فردت خديجة والدموع تتهاوى كالأنهار من عينيها،بينما أدم شهق بفزع:_

_بتضربيني عشانه يا هدى....ماشي.... خليكي فاكرة أنك ال بدأتي الأول....سلام

أما مازن فقد قال بوعيد فى قرارة نفسه:_

رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن