فى القصر الكبير
هدوء ،صمت ،نسمات هواء باردة ،تلفح شعرها الأملس ،يتخطيان الباب الحديدي الكبير للقصر ،بينما ترتشف حماتها فى الحديقة فنجان قهوتها المسائى بتعجب وهي تدقق النظر:_
_ إزاي تنزلي كده..؟ أنتي مش على زمة راجل ...الناس يقولوا علينا إيه..؟
لم تنبس بكلمة ،وإكتفت بعبرات صامتة ،وساخنة ،قبل أن يجيب زوجها بفتور وهو يسحب الكرسي البلاستيكي للوراء بجدية :_
_ سجدة ملهاش دعوة يا ماما ،ثم منحها نظرة جانبية قبل أن يقول بلهجة آمرة:_
_ أطلعي أنتي حضري لنا العشاء
إنصرفت فى هدوء ،لتبدل ملابسها ،وتزيل الميك أب ببطء وندم على تحديها له ،بينما قال بتعليل وهو يأخذ نفس عميق قبل أن يلفظه :_
_ هى ال جابته لنفسها، أنا مبحبش العند وهي عارفة كده ،ولازم تتعلم تبقى تحت طوعي
فقالت بتبرير:_
_مش يمكن كانت عوزاك تغير عليها، تحس يعني بحبك وتقديرك ليها
إبتسم بعذوبة قبل أن يضيف :_
_ ما أنا عارف وسمعتها وهى بتكلم أختها ،وبتنصحها ،وأنا قايلة لها علاقتي بيكي دي علاقة خاصة محبش حد يدخل فيها ،وهي محترمتش ده،فتشرب بقى
فقالت العجوز وهي تطالع بنضارتها الطبية كتاب فقهي:_
_ متبقاش غشيم زي أبوك...الستات بتتاخد بالحنية بالكلمة الحلوة ...مش عيب لما نغلط نتأسف ...العيب بجد أننا نكابر..قوم يا حبيبي وراضى مرأتك
ليقول بلماضة:_
_وبعدين بقى هو مين فينا يقرب لك وحتة منك..؟ أنتي واخدة صفي ولا صفها
لتجيب بإبتسامة رقيقة ،تقرص وجنتيه بخفة :_
_ صف الحق يا خفيف ..البنت دي إستحملت كتير وشالتني في مرضي يا تميم...خليك جدع معاها وراجل وعوضها عن أي ألم أنت سببتهولها..
فقاطعها بحيرة ...بس
لتواصل وكفها فى وجهه :_
_ مفيش بس..تميم أنا مخلفتش بنات وسجدة حقيقي بنتي...مبتوفرش صحة ولا وقت ولا مجهود عشان تسعدني...وتسعدك...أحتويها أرجوك وخليك حنين ...متبقاش غليظ القلب...عوضها عن أي لحظة ألم البنت يتيمة وملهاش غيرنا
أثرت كلماتها للغاية به ولامست قلبه النبيل ،ليطبع قبلة على حبين والدته:_
_حاضر يا ماما...أنا هقوم أحضر معاها العشاء
أما فى المطبخ السفلي
أشعلت الموقد ووضعت عليه وعاء الفول ،تقلبه برفق ،تجهز البيض للسلق فى إناء واسع ، وهي تعاتب نفسها على ما فعلت ،وعلى إطاعتها له ،لحظات حتى إرتفع هاتفها بالرنين برقم غريب، لتضغط على زر الرد بإستغراب قائلة:_
أنت تقرأ
رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونى
Romanceرواية من النوع الدرامي الرومانسي أتمنى أن تنال على إعجابكم تابعونى على صفحتى بالفيسبوك روايات بقلم أميرة السمدونى