الفصل ال 19

12K 257 8
                                    


أما فى حجرة نومها ذات النقوشات الهادئة ،ما أن فتحت سجدة الباب حتى فتحت فمها بإستنكار ودهشة حينما وجدته وهويقبل الأرض في سجود،ويقول بصوت شبه مسموع على سجادة الصلاة

" اللهم لك الحمد....الله أكبر...من ذنوبي ..ومن قلة حيلتي....متشكر ليك أوي يارب....بس أنا كنت عارف.أنك مش هتخذلني ولا ترد مناجاتي ..وهتعاملني برحمتك وكرمك .."

ليأتيه صوت شفاء عبر سماعة الهاتف وهي تستفسر:_

_ ألو...ألووو...دكتور تميم حضرتك سامعني....أديها الحقن المٌهدئة...والمسكنات...؟

ستل الجوال من على الأرض وكأنه لم يلحظ جلوس زوجته لجانبه ،وهو يعقب برفض:_

_ لا....أي حاجة ..مٌشتبه أنها تدخلها في ثبات عميق تاني ...لا....أنا عاوزها فايقة ...ومصحصحة....وأنا هما 10 دقايق مسافة الطريق وهتلاقيني قدامها.....عينيك متوربش عنها يا شفاء..مش هوصيكي ...يلا سلام

نهض من على الأرضية ليرتدي على عجل قميصه النسكافيهي على عجل ،وشعره الكث يرجعه للوراء بالمشط ،بينما تتسائل سجدة بإستنتاج وضربات قلبها مٌتسارعة وهي جالسة على الفراش:_

_ مين دي ال فاقت..ماما ...طمني ..وقولي إني صح...؟

جال فى خاطره هاجس مٌريب،فقال وهو يتمالك أعصابه وفرحته أمامها :_

_ لا...مش هي..دي مريضة تانية...كانت فى غيبوبة برده..من سنين...المهم أنا خارج دلوقتي ...أبقى فطري والدك لما يصحى وأديه دواه...وحصليني على المستشفى ..ورانا شغل كتير النهاردة 

أخذت نفساً عميقاً ،وهي تسير صوبه ناحية المرآة الزجاجية العريضة ، وتتشبث بذراعيه بحنان وإبتسامة عذبة :_

_ أيه ده يا تيمو...أنت خايف عليها مني...أني أذيها زي ما أنت عملت مع أهلى...أخس عليك ...يبقى معرفتنيش...أنا مستحيل ألمس حد مجاش علي في حاجة....وزي ما أنت فرحان جداً وطاير من السعادة..أنا اكتر منك ولو مش مصدقني أنا هلبس النقاب ونازلة أهو معاك .

فأردف بجفاء وهو يجلس لكرسي بلاستيكي ،ليرتدي الجورببرود:_

_ بقولك أيه ....فاقت ورجعت للدنيا ....والدتي .... وعايزك تعرفي ...أني مبترعبش من حد....ويوم ما أخاف مش هخاف من حتة بت مفعوصة زيك....أقدر أطيرها بإشارة واحدة ...هي وأهلها وال يتشدد لها كمان...نازل ومش عاوز لوك لوك ..مع أختك ولا حد ياخد خبر....يا كده يا تقري الفاتحة على سليم...

فقالت بتشنج وصوت مٌختنق وهي تبكي:_

_ طيب يا ابن الناس...والدتك سبب الخلاف والعدواة ال بينا ...وفاقت أسمع منها الحقيقة ....وهتعرف أن أهلي مظلومين...وساعتها تطلقني وتسيبني وتسيبهم لحال سبيلهم.

قال وهو يضيق عينيه بلؤم:_

_ ولو العكس...؟

قالت بتلعثم وإرتباك:_

رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن