فى المشرحة
" بس الله يسترك .ما تجيبي سيرة..لحسن البيه ال كان معاكي...مستحلف لي..وأنا غلبانة وبربي في أيتام ،وأنا لولاش أن أخاف ربنا مكنتش بلغتك "
عبارة قالتها الممرضة البدينة بصوت أشبه بالهمس،تتلفت حولها بقلق وإرتباك ،وأقدام مٌرتعشة ،في إحدى زوايا المشفى ،تنصت لها خديجة بذهول ،وكأن الصدمة قد لجمت لسانها،عينيها تتأملان الفراغ بحرقة ،وألم ،لتهزها مساعدة الطبيب
_ يا أنسة..أنتي هنا...سمعاني...متجبيش سيرتي قدام النيابة ...عشان ساعتها هغير أقوالي ..وهقلهم معرفكيش...أه أن ولادي محتاجيني ..ومش حمل مرمطة
هزت رأسها برفض ،تطبق على جفنيها لتعيد فتحهما بعد ثوان ،لتفيضان بالدموع الحارة ،لتوليها ظهرها بإستياء وضيق قلب،لتخبط الممرضة على كفيها بشفقة :_
_ لا حول ولا قوة إلا بالله ...البنت نزل عليها سهم الله...ربنا يصبرها في مصيبتها ..ويستر علي يارب
قطعت طرقات المشفى إلى أن وصلت لبوابة الخروج، وهي في حالة من الحزن، وإنقباض القلب ،تسير بلا هدى فى أزقة المدينة ،مئات الأفكار تتقافز إلى عقلها،أيعقل إلحاحه الشديد للزواج بها لمساومتها ..؟ ،لا تدري ،قدميها تكادان لا تحملنها من هول الفكرة ،فماذا لو كانت حقيقة ،وأكتشفت أنه يريد إستغلالها ،ما أن صعدت درجات السُلم ودست المفتاح حتى ألقت بجسدها الهزيل على الأريكة بإعياء ، لترسل رسالة نصية لخطيبها "الحقني يا محمد بموت"
على سطح المشفى
" سليييم..بتعمل إيه هنا...ومين ال كتفك كده..أكيد الشيطان تميم "
جملة قالتها سجدة بخوف على السطح الأسمنتي،مٌرتكزة على ركبتيها ،يعتلي القمر رؤؤسهم ،وهي تفك الأحبال عن كفي شقيقها بحنان ،وشفقة على حالته المٌزرية، ،فعقب سليم وعينيه تتابعان خطيبته السابقة بوهن ،يحاول أن يهُب فيه :_
_ ش..شششفاء يا سجدة...هيقتلها المجنون....قومي نلحقها بسرعة
قلصت خطواتها من تميم وبعيونها جرأة كبيرة ،وهي تنزع عنها نقابها قائلة:_
_ لو عاوز تنتقم من حد ..وتكسره..يبقى أنا...أنا ال قولت لها تقتل والدتك ...شفاء ملهاش ذنب
ضيق عينيه بمكر وهو يضيف بإستنكار:_
_مش عيب عليكي يا حجة سجدة تكدبي ..وتداري عليها
إقترب شقيقها بتوتر وعيون متسعة بدهشة ،ليحذره تميم قائلاً:_
_ خطوة زيادة هسيب الحبل ..وهتبقى أنت ال أختارت لها النهاية دي
فعقبت سجدة بإستسلام وإستفسار:_
_ عايز أيه يا تميم..المعجزة وحصلت ..وصحت بعد سنين طويلة من الغيبوبة ...وبقت بتكلمك وترد عليك....سليم وعرفت أنه مظلوم ...وسمعت بودنك مين القاتل الحقيقي لوالدك
أنت تقرأ
رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونى
Romanceرواية من النوع الدرامي الرومانسي أتمنى أن تنال على إعجابكم تابعونى على صفحتى بالفيسبوك روايات بقلم أميرة السمدونى