فى إحدى الأنحاء الهادئة
ومع ظهيرة يوم ،تكحلت فيه السماء بالغبار ،وعصفت الأرض برياح هوجاء ،هبطت خديجة من سيارة زميل العمل ، يرافقهم رجل يرتدي عباءة واسعة وبيده دفتر،يستند عليه مٌحمد الغائب عن الوعي ،وله لحية مٌشذبة ،يسيرون بتردد صوب مخزن قديم ،تضع ذراعيها أمام عينيها ،وهي تفتحهما وتغلقهما بسرعة ،تخشى أن تعميها الرمال المٌتطايرة،تضحك بهستيريا كلما تخيلت السيناريو الذي حفظها إياه ،،ليقول أدم بنبرة مازحة بها تحذير:_
_ قربنا ندخل أهو...لسانك جوه بوقك ...أيدك جنبك ....لوك لوك كتير...مش عاوز .ولا ضحك...أبوس أيدك متودناش في داهية ....ولو الدنيا إتهدت متضربيش ولا تغامري ...سمعاني...؟
فعقبت وهي تثبت نظارتها الشمسية السوداء بضحكة خفيفة:_
_ أنت مش هتسمع نفسي أساساً غير لما المأذون يسألني موافقة....حتى دي مش هنطق ههز رأسي برده..حلو كده...؟
فأجاب والرياح تدفعه للخلف في مقاومة:_
_ يكون أحسن برده
لتتسائل بعد لحظات بتردد،وهي تغمز بعينيها :_
_ بس ده مش مأذون رسمي...ده كده وكده صح....ظابط بس مٌتخفي....وهيستدعي القوة....وينجدنا..ولا ده فخ ..وهتكتب علي..أوعى بالله عليك....أه أنت عارف أن مفيش في قلبي غير ميشو ..وبعدين ده أنا كتب كتابي عليه كمان ساعات
فأجاب بإقتضاب يتنهد فيه،وهو يعدل هندامه قبل أن يطرق الباب:_
_ متقلقيش...أنا كمان في قلبي واحدة....ومقدرش أتخيل حياتي من غيرها....يلا بقى ..أقرأي في سرك قرأن....وأدعي ربنا يخرجنا من المكان ده على خير
مد كفه ليطرق الباب الكبير،لكنه تفاجأ بإنفتاحه على مصرعيه بطريقة آلية ،لتقول السيدة نادية الواقفة على الدرج وبرفقتها رجال الحراسة وهي تشير بكفها لهم بالدخول،بنظرات خبيثة ،يتلفت أدم من حوله بإرتياب وحرص ،يكسو الغبار الطاولة المٌستقرة فى إحدى الأركان، كما أن المستودع تقطنه العناكب،والجرذان، فبدا مهجورأ منذ أعوام ،لتقول السيدة وهي تنظر لابنها التي لا تحمله قدماه ،والغائب عن الوعي :_
_ خدوه...للتويلت....ونزلوه تحت الدش...شاور سريع كده ..عشان يفوق والهانم بتتجوز
ليقول أدم بإعتراض وهو يلوح بكفه:_
_لا ..مكنش ده إتفاقنا...كان سلم وإستلم....محدش هيلمس محمد قبل ما أطمن على توتة
فأنضمت للحديث خديجة بأسى وشفقة على خطيبها،وبنبرة صوت مٌنكسرة :_
_ أنتي أم انتي....هملاه وهو في حالته دي...إزاي بتحطي رأسك على المخدة وأنتي ظلماه...؟
رسمت إبتسامة صفراء باهتة وهي تعقب بتجاهل لخطيبة ابنها:_
_ ده كان جزء من الديل،لكن الجزء الأول تكتب الكتاب وبعدين أشبع بيها
أنت تقرأ
رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونى
Romanceرواية من النوع الدرامي الرومانسي أتمنى أن تنال على إعجابكم تابعونى على صفحتى بالفيسبوك روايات بقلم أميرة السمدونى