فى الحي الشعبي
"يعني مش مكفيكي ال عملتيه أنتي والحيوان ال اسمه مازن،وبمنتهى البجاحة والجرأة جاية لي بيتي،يا ترى المرة دي جاية و ناوية لي على أيه"
جملة قالتها خديجة بإستفهام وبسخط ،بينما الجميع بالداخل ،وهى تتحدث مع حلا على عتبة منزلها برفقة أدم يحملون بوكيه الورد كنوع من الإعتذار ،لترد حلا وهى تلوك العلكة ببرود ،تحدق فيه بأرجاء المنزل بإستحقار :_
_ تؤتؤ..ميبقاش خلقك ضيق كده...دي جزاتي أني قدرتك وقلت حرام بنية ومنكسرة وخطيبها ميسبهاش وتبقى وصمة عار فى حياتها ..؟
لكن الرد كان مفاجأة كبرى حينما أغلقت الباب في وجههم بغضب،وهي توضح لوالدها القعيد فى الصالون:_
_لا يا داد...ده واحد جاي لجيرانا ال فوق
لتدلف للداخل وهي على وشك البكاء،تتصنع البرود ،ملامحها مٌتجمدة ،وهي تنظر للجالسين ،في محاولة للهرب،فهي لا تريد أن تتحدث مع خطيبها ولا أن تسمع منه كلمة واحدة ،بعد أن باعها بهذه السهولة ،فقالت:_
_ حاسة بصداع ،هدخل أعمل كابتشينو، أعمل حساب حد معايا...؟
فقال والدها بتركيز فى نبرتها الحزينة:_
_صداع ولا بتهربي ...بس تفتكري ده الصح..وده حل للمشكلة ...ولا تأجيل ليها...عموماً ضايفي الناس وشوفي هيشربوا أيه ..وبعدين هيبقى لي قعدة معاكي
فقالت سجدة بإبتسامة هادئة ،تخرج بها من الموقف بلطافة ،وهي تنظر لزوجها الشارد في رسائل هاتفه الخلوي،وهي تلكزه:_
_ ودي تيجي يا بابا...الحلو قبل العشاء...طب ده حتى تميم جايب كباب وكفتة إنما إيه خرافة ..يتسخنوا بس ونتعشى ..ولا إيه يا تيمو
ندت منه ضحكة جميلة وهو يدنو منها ليهمس بأذنها :_
_ملاحظ أنك خدتي علي...بس حاولي متبقيش أوفر أوي....أنا ساكت لك بس عشان الحج الغلبان ده...وبعدين عشا أيه وأحنا قرب الفجر
ثم هتف بصوت عال وهاتفه يتعالى بالرنين:_
_ ال تشوفيه يا حبيبتي ...وعلى ما تفنشي وتحطوا على السفرة ...أنا هطلع البالكون...عشان معايا مكالمة مٌهمة
لتقبله أمامهم وهي تحتضنه بحماس:_
_ربنا يخليك لي يا أجمل تيمووووو
تراقب خديجة الموقف بإستغراب وهي تدلف للمطبخ ،لتسخن الخبز على البوتجاز ،تقلبه عدة مرات،فى ألم ،وقد تركت العنان لعبراتها الساخنة لتتدفق ،تتعرى بضعفها ،وبعواطفها ،وهاتفها يتعالى بالرنين لتفتح مٌكبر الصوت ،بصوت مٌختنق ينبعث منه صوت أنثوي رقيق،لتقول بعد دقائق بإستسلام:_
_ مبقتش تفرق..يبان الحق من الباطل مش هيهمني..ال كان عاوز يصدق كان هيصدق من الكلمة والنظرة ال زي العقد..مكنش هيستنى فويس منك ..ولا من غيرك
أنت تقرأ
رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونى
Romantikرواية من النوع الدرامي الرومانسي أتمنى أن تنال على إعجابكم تابعونى على صفحتى بالفيسبوك روايات بقلم أميرة السمدونى