بالطابق العلوي من العمارة السكنية
"يعني كان بيزحلقني ،وروحني عشان يكتب عليها ،ببساطة كده أداني إستمارة 6،وباعني،طيب ليه ..؟، فيها إيه زيادة عني...؟"
عبارة قالتها حلا الراشد وهي تسقط كفها بحدة على طاولة المطبخ وبإنفعال،تكز على أسنانها بغيظ ،لإستغفاله لها ،تنظر لها توتة بشفقة وهي ترتشف كوب العصير الطازج ،لتهدئها:_
_ الموضوع مكنش مترتب وحصل فجأة ،والبنت غلبانة ،ده كفاية بس كسرتها ووالدها بيموت قدامها،شكلها يصعب على الكافر ،ربنا يصبرها
لتستطرد بحرقة وبصوت مبحوح:_
_وأنا مصعبتش على أخوكي ليه..؟ العرسان ال رفضتهم عشانه..؟ مستقبلي ال علقته بيه..؟،الشغلانة ال مكنش يحلم بيها والواسطة وتدخلي ليه، و الدهب الحاجة الوحيدة ال باقية لي من أهلي وبعتها عشان يركب عربية ..ويقلبها بليل أوبر..كل ده إيه نصب...بح....بسهولة كده...؟
لتوضح توتة بدفاع عن شقيقها وإقناع:_
_ كل ده بمقابل يا حلا،الشيكات ال مضاها والأقساط ال بيسددها لك ،أدم عمره ما كان إنتهازي ،وموعدكيش بحاجة وأنتي عارفة كده كويس
أزاحت بكفها الأكواب الزجاجية من على الرخامة بعصبية وهي تهتف بسخط وإنزعاج،تستل فيه السكينة الحادة من طبق الفاكهة:_
_ ليـييييه....ليييييه ...تبيعني برخيص....عشان حتة بت متسواش ...ماشي يا أدم أنا وأنت والزمن طويل
لتتسائل توتة وضربات قلبها مٌتسارعة بخوف ،تحاول اللحاق بها:_
_ حلا...أنتي رايحة فين...متخليش غضبك يعميكي،وتاخدي قرار إنفعالي
لتقول بإيجاز وعينيها تلتمعان ،وهي تهبط على الدرج:_
_ هرجع الحقوق لأصحابها ...وأشفي غليلي
أما فى الطابق الأسفل بالعمارة القديمة
إنارة خفيفة فى الصالون الدهبي، شرود ،وهدوء يسبق العاصفة ،تشد خديجة ركبتيها إلى ذقنها بفتور،وألم على الأريكة العريضة ،يربط أدم حذائه الرياضى،وهو يحادث أحدهم عبر الهاتف ،تستمع له خوخة بإهتمام ،إلى أن أغلق الخط،ليقول فى تعديل لهندامه فى المرآة الكبيرة :_
_ أنا رايح مشوار ضروري وجاي....لو عوزتي أكل افتحي التلاجة وسخني وكلي..متستننيش هتأخر سلام
مدت ذراعها على الحائط،تعترض طريقه برفض حزين:_
_مفيش مرواح فى حتة غير لما تاخدني معاك...يا أدم....ده والدي ومن حقي أودعه ..وأخد عزاه
عقد ما بين حاجبيه بطريقة لذيذة ،وبتخفيف عنها:_
_ أه قولتي لي بقى ...رامية ودنك ...بس قلبك هيجيبك تدخلي المشرحة...وتشوفيه في الحالة دي...بقول خليكي أفضل..مرواحك لا هيقدم ولا هيأخر..وإجراءت الدفن هتاخد وقت
أنت تقرأ
رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونى
Romanceرواية من النوع الدرامي الرومانسي أتمنى أن تنال على إعجابكم تابعونى على صفحتى بالفيسبوك روايات بقلم أميرة السمدونى