أتجهت للإستعلامات لتطلب الدخول إلى المرحاض فأشار لها بأن تسير إلى نهاية الممر ،فشكرته وهي تجر ثوبها البني ببطء لمحت فيه قطرات من الدماء فسارت معها حتى لمحت باب مٌغلق ،كان متصلاً بالبدروم ،ما أن وضعت كفها على مقبضه ،حتى صعقها صوت رجولي صارم وشديد وهو يقول:_
_ مستينكي من زمان على فكرة...نورتي يا سجدة .!
إبتسم بخبث وهو يقول فى قرارة نفسه" مكنتش مترتبة ،وكنت هلف لفة صعبة أوي،بس انتي بغبائك جيتي لي،وقعتي ومحدش سمى عليكى "
_ مستنيني ...؟ ليه....؟ وتعرفنى منين....؟
مد كفه الخشن صوبها وهو يقول :_
_ تميم...تميم الراوي صاحب المستشفى ،وبياناتك كلها فى السي في...ها هفضل مادد إيدي كتير كده
وكان تميم ضخم البنية ،صاحب عيون عسلية ، وشعر أملس تخطى حاجز الثلاثين عاماً، نكست رأسها فى الأرض بحياء وهي تعتذر:_
_ أسفة بس أنا مبسلمش على رجالة ...أنت عارف الحديث"لأن يُطْعَن أحدُكم بِمخيَط مِن حَديدٍ خيرٌ له مِن أن يَمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ له»
رسم إبتسامة لذيذة على شفتيه قبل أن يعقب:_
_ طيب يا حجة سجدة...مش هنطلع المكتب نتناقش ونمضى عقد التعيين بقى ...؟
أومأت بالإيجاب فسار كلاهما صوب المصعد ،بخطوات هادئة وبطيئة ،أردف هو فيها وهو يخرج أحد سجائره ليضعها على طرف فمه ،بإستدراج:_
_ ها مقولتليش بقى ...مش معنى المستشفى دى ال قدمتى فيها....؟
أجابت وهى تسعل من الدخان بتعب :_
_ بصراحة خديجة أختى دلتنى عليها....وخطيبها شكر فيها جداً..وأنا بثق فى رأيهم..وحاسة أنها هتبقى بداية مختلفة
ما أن أغلق المصعد أبوابه المعدنية ،حتى أضاف وهو ينفث دخان سجائره فى وجهها بعينيه الماكرتين:_
_ ما هي هتبقى مختلفة فعلاً ....وهنريحك على الأخر
فعقدت حاجبيها وهي تزيح بكفها الدخان وتكاد أن تموت من فرط حساسيتها:_
_ بمعنى...؟
بإقتضاب أضاف وبخبث :_
_ يعني الشيفتات ...مش هتبقى متأخرة أخر الممرضات هنا الساعة 8 مع خروجي المستشفى بتفضى .....والشغل هيبقى خفيف وبسيط....وهتقدري تروحي بدري ...لأهلك...مقولتليش صح ليكي أخوات تاني غير خديجة ...؟
أخذت نفساً عميقاً...وتجمعت العبرات الساخنة على وجنتيها ،وأقتلعت دمعة سريعة بكفها الناعم :_
_ كان فى سليم....بس أختفى من سنين ..من ساعة وفاة ماما...أغلب الظن أنه أتقتل ....
ساد الصمت للحظات قبل أن تواصل وهى تغير مجرى الحديث:_
أنت تقرأ
رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونى
Romanceرواية من النوع الدرامي الرومانسي أتمنى أن تنال على إعجابكم تابعونى على صفحتى بالفيسبوك روايات بقلم أميرة السمدونى