المشهد الأول
فى منزل أدم
ترك شقيقته منهارة ومكومة على نفسها بحنق ،تلوم روحها على جراتها معه وكلماتها اللاذعة الخالية من الرحمة ..أما هو جلس على السلم بحزن، لم يقوى فيه على الرحيل ،فهي ليست مجرد شقيقته بل ابنته،فقرر أن يأخذ كلاهما هدنة حتى تعود الأمور لمجراها الطبيعي ،فصعد للأعلى وهو يدس المفتاح في باب شقة حلا ببطء،فى محاولة لإيجاد حل وسط او حتى تهدأ الامور بينه وبين شقيقته وقد لاح لذهنه أن يبحث عن الشيكات ،لكن ما أن تجاوز الباب الخشبي بهدوء حتى تناهى لسمعه صوت غريب من حجرة النوم لفتاة وهي تقول بضحكة خليعة:_
_لا يا حلو أنا محدش ياخد مني غير ال عوزاه...وبعدين أنت فاكر كل ده والشموع والورد لسواد عنيك...لا ال حصل متصور صوت وصورة وتختار بقى حاجة من الإتنين يا يتبعت للسنيورة دايركت وأكسر قلبها زي ما كسرت قلبي ...يا يترفع على النت وتبقى فضيحتك بج...
لتقضم كلماتها بذعر وذهول حينما لمحت أدم يتجاوز باب حجرتها مٌتسائلة:_
_ أدم...إيه ال جابك...!
عقد ما بين حاجبيه بلوم،وهو يتقدم بخطواته للامام،بينما هى تتراجع للخلف ،ظرهها مستند لستائر البالكون الخفيفة ،بترقب:_
_ ايه ال بتعمليه ده يا حلا..وصلت بيكي الجرأة ...تبيعي شرفك ..وترخصي نفسك.
إبتلعت ريقها بصعوبة ...لتقول:_
_ أنا مش ...وحشة كده...أنتوا السبب.. أنا عمري ما هسامحكم...
نهض محمد عن مجلسه، والكأس بيديه ،النيران تنطلق من عينيه ،ليسحب مزهرية ،يضعها خلف ظهره ،بحنق وهو يدنو منها ...ببطء. تتصبب عرقاً ليضيف:_
_ ال زيك مش لازم يعيش ...وجودك نقمة...دمرتيني...ولازم أنهيكي زي ما قضيتي على كل حاجة حلوة في حيات...
لم يكمل جملته حتى عادت للوراء بذعر ،وهي تنهج بقلق وإرتياب ،ليواصل بإستياء وغيظ ،وهو يخنقها:_
_ الدنيا كلها هتستريح منك النهاردة..هقتلك ...هقتلك...
عادت خطوة للوراء بنبضات قلب مٌتسارعة وبخطوة غير محسوبة تقول:_
_ محمد ...متتهورش....ال أنت عايزه هعمله..أن..أن...
لم تستطرد عبارتها المٌرتعشة ،المٌترجية ،لتكتب النهاية ،بصراخ، هلع ،خوف،إندهاش ،لحظات من التجمد قضاها أدم وهو يطالع برفقة الطبيب محمد من الشرفة جثمانها أمام مدخل البناية ،حوله برك من الدماء،والمارة يلتفتون حوله بشفقة وفضول ، ما الذي يدفع إمراة للإنتحار أم إنه قتل مٌدبر...؟؟
أنت تقرأ
رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونى
Romanceرواية من النوع الدرامي الرومانسي أتمنى أن تنال على إعجابكم تابعونى على صفحتى بالفيسبوك روايات بقلم أميرة السمدونى