الفصل ال 22

12.4K 243 10
                                    


بالعمارة السكنية

وضع أنامله على شفتيها بلين ، يستكمل :_

_هوووش،كدابة وستين كدابة ،حتى عيني في عينك

تسمرت فى مكانها بذهول وصدمة ،ليتابع برومانسية أكبر،يقترب منها حتى إختلطت أنفاسهما ،وقلبها يصعد ويهبط وعينيهما مٌغلقتين بذعر وإرتياب وعبراتها تنسال..ليقول:_

_شوفتي مش قادرة، أنا عارف أنك بتموتي من غيري،وبتتقطعي،متكابريش وأخلعيه وهتلاقيني مستنيكي أعوضــ

ليقاطعهم أدم الاتي من خلف محمد يراقب الموقف بدهشة ،يعقد ذراعيه أمام صدره بإستنكار،وبإجهاد يتكأ فيه على عصا خشبية ، وإلى جواره حلا التي غمزت لمحمد بحماس ،قبل أن تدلف للداخل ،فقال بحزن ساخر:_

_ برافووو..كات هايل يا فنانة...تحبوانزلكم أتنين ليمون وشجرة...عشان تركزي في المشهد..وانتي ماسكة العصاية من النصف ..وبتلعبي على كل واحد شوية.ثم أستطرد .نفسي أفهم بس لغاية أمتى هتفضلي مرخصة نفسك..؟

فعلقت وجسدها يتصبب عرقاً ،وبتلعثم ،وهي تهرب من أمامه ،لتذهب للمطبخ :_

_ أدم...أنا متربية ومسمحلكش تكلمني كده، الدكتور جاي لك مخصوص،أي هواجس في دماغك أنا مش مسئولة عنها

فطلب منها إعداد كوبين من القهوة ،ليجلس على الكرسي البلاستيكي وبرفقته محمد يخرج حقيبته الجلدية ومعداته الطبية ،ليطهر الجرح يتجاذبان أطراف الكلام،بينما إنسحبت خوخة للدخل وهي تأن ،وترتجف ،لتستمع لصوت أنثوي في إحدى الحجرات الجانبية ،فأقتربت من الباب ،لتجدها حلا وهى تحادث أحدهم بإهتمام وبدلع ،وهي تضحك:_

_ ههههه ،معقول يا مٌهاب بيه أنا هقولك ترفده إزاي،ده أنت حتى دماغك توزن بلد،شوف له صرفة،مش عوزاه يقعد لو ثانية زيادة فى الشركة دي .

فقال الرجل وهو يلف بكرسيه الدوار بمزاح ،يضيق عينيه:_

_سبحان الله على الزمن،مش ده ال كنتي متوسطة له ، قال وأنا ال فاكرك قطة مغمضة ،وعلى نياتك، طلع قلبك أسود،وهتبتدي تخوفيني منك

فصححت وهى تنظر من النافذة المٌطلة على الشارع العمومي:_

_ قطة بس مخربشة..أوديك البحر وأجيبك عطشان..مبحبش حد يجي علي ...وأسكت له ..وبعدين لو أدم مبقاش لي مش هسمح له يبقى لغيري

فقال بخبث :_

_ بس مقولتليش برده أيه المقابل...؟ هستفيد أيه يعني..؟ من تصفية الحسابات دي ....؟

فأجابت بإقتضاب :_

_ كتير ..وأولهم الامان من مرأتك،ال محدش هيوصلها أنك متجوز السكرتيرة فى السر وحامل ..فكر ولما تنفذ بلغني سلام

مع جملتها الأخيرة،سحبت خوخة نفسها للمطبخ ببطء،وبخطوات ثقيلة،وقلب مغموم، وهي فى حيرة من أمرها،أتخبر أدم بما سيحل به وتقف لجواره أم لا..؟، فتحت الصنبور ،لتهبط المياه فى الوعاء المعدني،يستقر على الموقد الكهربائى ،معلقتين سكر ومعلقة من مسحوق القهوة المحوجة،تنهيدة عميقة ،وشرود ،بتره إتصال سجدة ،لتجيب:_

رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن