الفصل ال 17

12.3K 261 20
                                    

فى الحي الشعبي

لتقول  توتة بدهشة وهي تجس النبض:_

_ليه بس يا دومي...مش أنت ال مبتهونش عليك ...تاكل لوحدها..عشان وحيدة وظروفها

ليقول بتصحيح وتنهد:_

_ يظهر دي كانت غلطتي شفقتي عليها فهمتها إني بحبها....وخلتها تتصرف زي المجنونة

ليقطع حديثهم....تعالى الرنين...على الباب النسكافيهي  الخارجي....لينظر من العين السحرية فوجدها هي،فأشار لشقيقته الصغرى لتخبرها بعدم وجوده، فقالت وهي تتنحنح:_

_ لولا ....أدم لسه مجاش...أنتي عوزاه فى حاجة مهمة...؟

فأردفت وهي تلتقط أنفاسها وبحزن:_

_ طيب أفتحي...أنا مخنوقة ومش لاقية غيرك أجي له

فأستدرات لأدم بإستئذان،فلوح بكفه لتنتظر بضع ثوان قبل أن يدلف لحجرته بتركيز ،لتدخل حلا بمنامتها الزرقاء الرقيقة وشعرها المحاط بتوكة ستان ذات لون سماوي ،يشبه ذيل الحصان ،قبلت توتة وهي تسألها عن أحوالها وعن دراستها ،ليتجه كلاهما إلى المطبخ لتعقد ما بين حاجبيها بتساؤل:_

_ غريبة ..أومال السندوتشات دي لمين..وكوبيتين الشاى بحليب....؟

لتقول توتة بتلجلج وإضطراب:_

_اه..ها....لا ده أنا كنت عاملة حساب أدوم....بس أتأخر...ها بقى مقولتليش مالك ...؟

صمتت للحظات قبل أن تقوس شفتيها بأسى وإستسلام،وهي تجلس على الكرسي ذو الأرجل الخشبية الطويلة :_

_  أدم كالعادة....شديت معاه...ومشي زعلان مني ...متخديش فى بالك ده العادى المهم طمنيني على مزاكرتك عاملة إي...؟

لتعقب فى محاولة لتلطيف الأجواء:_

_  معلش..أنتي عارفة أن قلبه طيب....وعارفة هو بيحبك قد إي..وأنتي بنسبة له...

ليكمل جملتها بجدية وبوجه عابس أدم بسترته قائلاً بتصحيح:_

_ أخته...وعمره ما شافك ولا هيشوفك غيركده.!!

فى المشفى

"أكيد يا سجدة مش هكدب عيني ،و أصدق عواطفك ومبرارتك ال مفيش عليها أي دليل ملموس،من الأخر يا بنت الناس،أختك من طريق وأنا من طريق،وهو إختياري الغلط من الأول،حقيقي ال تحسبه موسى ،ومن غير سلام"

جملة قالها محمد بإنفعال وهو فى الحجرة الجانبية ،يطالع سجدة بإحتقار وندم ،يستمع له تميم بضيق ،لا يود أن يتدخل فى شئونها العائلية الخاصة ،لتعقب سجدة بصوت مبحوح وهي تنتقم لكرامتهم:_

_ جرى إي...يا ا محمد هو أنا عشان بكلمك بالعقل وبهدوء هتبيع وتشتري فينا،وبعدين أنا مسمحلكش أبداً تقول على أختي كده،دي أشرف من الشرف ،وعموماً كويس أوي انك ظهرت على البر،كان كل خوفي على مشاعرها،بس طالما أنت طلعت ندل أوي كده ومش راجــ

رواية البريئة والشيطان بقلم أميرة السمدونىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن