_Chapter Five_
_weak_
السجن...
تحاملت على نفسها للسير وهي تستند بالجدار فألتفت إليها الحارس الذي كان يقودها "أنتِ بخير؟"
مد يده لتستقر فوق كتف كلاوديا التي أقشعرت بفزع ودفعته بالكامل عنها وليس يده فقط بلا كلمة فتنهد الرجل متمتماً "شرِسة كأخيه"
تقدمت كلاوديا تجرجر قدميها مرتديةً بنطالاً قذراً رثاً وبلوزة ليست لها تكبر حجمها بكثير، شعرها أشعث وبسبب بياض لون وجهها المائل للوردي الفاتح بدت الهالات السوداء أكثر وضوحاً حول عينيها.
أصبحت نحيلةً بشكل مُقلق.
لقد بلغت الثامنة عشر أخيراً وأصبحت في سن تسمح لها بزيارة السجن بلا رفقة شخص بالغ، بالكاد زارت أخيها في السنوات الخمس الفائتة لدقائق معدودة تحت سخط والدتها، لقد حُرِمت من رؤيته لخمس سنوات حتى بدأت تنسى شكله.
كانت مسرورةً جداً لكن كآبتها لم تسمح لذلك بالظهور عليها.
أدخلها الشرطي غرفة مقسومة لقسمين بواسط جدار زجاجي وأشار لها أن تجلس على المقعد المقابل للزجاج، طأطأت رأسها بتوتر بالغ فسمعت صوت الباب يُفتح ورأت أخاها أمام عينيها.
بدى أكبر سناً كذلك، أكبر حجماً كذلك، لكن العينان الغاضبتان كانا نفسهما الفم المائل بعصبية نفسه كذلك، لكن ما إن رأى أن الزائر هي أخته رمقها بتعجب فقد كان يتوق هو الآخر للقائها مجدداً.
أرتسمت أبتسامة على وجهها النحيل لرؤية أخيها يشير لها لأسفل فخفضت بصرها لسماعة الهاتف السلكي، لم تأتي لقول الكثير على أي حال، وضخامة ديمتري التي أزدادت بشكل ملحوظ أخافتها بعض الشيء وزادت من توترها.
"مرحباً" قال ديمتري في السماعة، ثم أردف بعد مدة بنبرة قلقة "لا تبدين على ما يُرام، كل شيء بخير؟"
أحمرت عيني كلاوديا فأنزلت رأسها مانعةً إياه من رؤية دموعها التي بذلت جهداً كبيراً لحبسها في مكانها.
قد تكون بلغت وأصبحت امرأةً الآن، لكنها ستظل أخته الصغيرة الضعيفة للأبد وسيعرف حتماً أنها حزينة حين تكون كذلك، حاول ديمتري أن يحزر "هل تُسيئ والدتكِ معاملتك؟"
حركت رأسها المنخفض للجانبين وكمشت نفسها حاشرةً يديها بين فخذيها، منظرها كان مؤلماً لديمتري، لم تتغير البتة، ما تزال كما تركها تماماً، ضعيفةٌ جداً وبأمس الحاجة إليه، أجتاحته رغبة قوية لتحطيم الزجاج وأخذ أعز الناس إليه التي لم يراها لسنوات سوى لدقائق معدودة بين ذراعيه.
أنت تقرأ
People Like Us || أُناسٌ مثلُنا
Mystery / Thriller- وبين محاولاتي لإيجادكِ، عثرتُ على نفسي.
