Chapter 28: Promise

501 35 60
                                    

قم بتحميل الموسيقى في الأعلى وأستمع إليها أثناء القراءة لمتعة أكثر!

_Chapter Twenty Eight_
_Promise_






"سنصل بعد ساعة"

من بين رُكاب الباص كبير الحجم المُخصص لقطع الطرق الطويلة للسفر، تنهد البعض بصبر لأن رحلتهم قد طالت لأكثر من ثلاث ساعات بسبب سياقة السائق وحين صرَّح لهم بذلك لم يصدقه أحد.

كانت أعدادهم ليست بكثيرة فمجموعهم لا يتجاوز السبعة عشر، من بينهم طفلان بين الخامسة والتاسعة لنفس الأم وعجوزان تم خداعهما لركوب هذا الباص بدل القطار.

رجلٌ أصابه سقوطه العنيف من سطح منزله قبل سنوات بآلام لا تنتهي في ساقه فبات لا يستطيع السير بلا عصاه، امرأة حامل في شهرها السادس قد سافرت مع شقيقتها، طالبة جامعة كانت تنوي زيارة أهلها فهي لم تَرَهم منذ أشهُر.

وأخيراً، ليليان.

كانت تميل إلى الجانب كي تترك رأسها يستريح على النافذة الكبيرة، لو كانت تعلم أن زجاج هذه النافذة سيتحطم ليشوه وجهها بعد قليل لما أخذت هذه الرحلة أساساً.

بينما تلبس سماعات الأذن تستمع لأغاني قد توفي مُغنيها قبل عشر سنوات وتحدق بوجها الخالي من التعابير في الطريق العاري ليلاً عبر النافذة.

تفقدت ساعة معصمها التي أشارت للرابعة صباحاً ونصف فتنهدت بلا صوت يُذكر، لن تُطيل المكوث في منزل جدها فهي تدين لكلاوديا بوعدٍ قريب.

لم يكن أحدٌ يجلس بجانبها فقد وضعت حقيبة غيتارها السوداء ذات الخربشة بالطباشير الملونة على الكرسي الذي يجاورها، لا تحب ليليان الأختلاط بالناس وتؤمن أن بذل الجهد للتعامل مع أشخاص ستتعرف عليهم لمدة قصيرة مجرد مضيعة للوقت لا أكثر.

لطالما كانت هكذا مذ كانت في المدرسة، لا تتجاوز أعداد الأشخاص المهمين في حياتها أعداد أصابعها العشرة ومن بينهم والديها، وسيلينا، وثلاثة آخرون أقل أهمية.

والأكثر أهمية... كلاوديا.

ليليان شخص متفرغةَ جداً لنفسها، وهذا كان كفيلٌ ليشعرها بالوحدة القاتلة كل يوم، حين تكون وحدها، تجلب نفسها القديمة وتضعها أمامها لتدردش معها وتسبب لنفسها بالدخول في أزمة نفسيه أخرى.

لم تتمكن من النوم هذه الليلة فنهضت من فراشها، كانت تشعر بالفراغ يلتهمها من الداخل لدرجة ذرف الدموع دون حزن يُذكر.

كصندوق أجوف تماماً، كوعاءٍ فارغ صُنِع ليحتوي كل المشاعر.

أستقامت وبدلت ثيابها، لم تأخذ معه سوى بعض النقود وحقيبة غيتارها ومشغل الموسيقى وسماعات الأذن، ألقت نظرة أخيرة لمنزلها قبل أن تنتعل حذاءها ثم غادرت تاركةً حتى هاتفها النقال.

🎉 لقد انتهيت من قراءة People Like Us || أُناسٌ مثلُنا 🎉
People Like Us || أُناسٌ مثلُناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن