_Chapter Twenty_
_Helpless_
"إليشا"
مغطيةً كامل وجهها بيديها كانت تنتحب بقوة، مطأطأة الرأس عاجزةً عن إستخدام يده المحطوطة على كتفها لتهدأ، كان بكاءاً صادقاً ومُحزِنا.
"الأمر لا يهمني"
لم تستجب له، تنهد بصبر وإتكأ على الجدار حابساً كِلا يديه في جيوب سترته الطويلة، ولم يتحرك من جنبها حتى هدأت ونهضت من المقعد الذي كانت تجلس عليه.
"لنعد للبيت"
أبتسمت له بقهر ثم مدت ذراعيها لمعانقته، راغبةً بصدقٍ أن تواسيه "لا تبالي، أنا أحبك، ولن يغير شيءٌ هذا"
لم يبادلها، ولم يدفعها عنه كذلك، سكنَّ في مكانه وحسبه مانحاً إياها الوقت الذي يرضيها.
أكره النساء حقاً، إنهن ضعيفات ويبكينَ على أتفه الأمور...
لطالما كانت مشاعر ديمتري مضطربة تجاه النساء، لطالما كرههن بسبب ضعفهن، لطالما أعتقد أن أي واحدة منهنَّ لن تكون على ما يُرام من دون رجلٍ يحميها، وربما لا تكون أخته وحدها هي سبب ذلك الإعتقاد بل ووالدته كذلك.
بالرغم من أنه لم يقابلها في حياتها، لكنه شهِد ضعفها.
بين حبات المطر قوية الإرتطام ذات الصوت المرتفع، كان هناك أمراة مطروحة أرضاً تبكي وتمسح دموعها وجسدها المبتل يرتعش من البرد.
على زقاق الطريق الذي لم يكن فيه أحدٌ غيرها وغير الرجل الذي جعلها تبكي هكذا وطرحها أرضاً حين أخبرته بما حصل، لم يكن لديها أحدٌ تلجأ إليه غير هذا الرجل وهي قد قابلته لمرة واحدة فقط في حياتها.
مدركةً تماماً أنه سيغضب وقد يضربها بعنف أيضاً باحت له بسرها الذي أخفته عن الجميع، لقد كان هذا الرجل سبباً فيه أيضاً وهي ترى أن عليه الإنصات إليها وتنفيذ طلبها.
مسحت دموعها بيد بينما تدلك بطنها المنتفخة في يدٍ أخرى وتشتكي له دون توقف "ماذا تقترح أن أفعل؟!، إن كنتَ تمتلك حلاً فأطلعني عليه!"
أنحنى إليها وسحب ذراعها كي يشد أنتباهها لكنه لم ترفع رأسها إليه "تخلصي منه!، لقد دفعتْ لكِ ثمن تلكَ الليلة نقداً وأنتهى ما بيننا"
رفعت رأسها العابس أخيراً وصرخت به بصوت مرتفع يفوق علو سقوط الأمطار "الذنب ليس ذنبي أخبرتُك أن علينا أستخدام واقي ذكري أنتَ من كان مخموراً والمستثاراً كثور!"
صاحت بألم حين صفعها ثم أنقضت تتشبث بساقه حين كاد يرحل، توسلت إليه والدموع تخر بغزارة من عينيها "أتوسل إليك أعتني بطفلي بعد أن أرحل، لا أمتلك غيركَ لأطلب منه هذا ولن أستطيع الإهتمام به بنفسي، سأعطيكَ أي شيء تطلبه سأفعل أي شيء لكن أرجوك لا تردَّ رجاء مرأة تحتضر"
أنت تقرأ
People Like Us || أُناسٌ مثلُنا
Mystery / Thriller- وبين محاولاتي لإيجادكِ، عثرتُ على نفسي.