_Chapter Eight_
_Live_
"إقترحتُ عليكِ المكوث معي لكنكِ رفضتي، إذاً لماذا تعودين إلي كلما وقعتِ في مشكلة، حان الوقت لتتعلَّمي كيف تعتمدين على نفسكِ"
أغلق الباب في وجهي ولم يفتحه لي مجدداً، بات أخي يكرهني ويشمئز مني، لقد خيبتُ ظنه ولا ألومه مهما قسى علي، لا يمكنني أن أكون قويةً مثله، لا يمكنني الصمود كثيراً مثله، لقد بنى كل شيء وكان بحاجة للقليل من الوقت حتى تمكن من العيش بشكل طبيعي فور خروجه من السجن، بينما أتراجع أنا الى الحضيض.
كنتُ بحاجة للنوم، كنتُ مرهقةً وقذرة، لم يكن لي مكانٌ أذهب إليه فوالدتي لن تستقبلني ومالك شقتي قد طردني، أشعر بالبرد...
دسستُ يدي في جيب سترتي فعثرتُ على بطاقة صغيرة هناك، كانت بطاقة دخول لعرضٍ غنائيٍ صغير، لا أذكر من أعطاني إياها ولم أسمع بٱسم القرقة التي ستؤدي من قبل.
بدافع الفضول لا أكثر، توجّهتُ لقاعة العرض وسُمِح لي بالدخول من دون عناء بفضل تلك القصاصة.
كانت القاعة صغيرة عديمة المقاعد لكنها كانت مكتضة، تقريباً كل الحاضرين كانوا يشبهونني ويقاربونني في السن، لكني لم أشعر بالإنتماء لهذا المكان، لا أحب الزحمة، لا أحب الغُرف المكتضة.
بدأتُ أشعر بالضيق وكنتُ على وشك المغادرة لكن ظهور أعضاء الفرقة أوقفني فقد شاهدتُ وجهاً مألوفاً في وجوههم.
نعم هذا صحيح، عازف الغيتار الأشقر ذاك هو من أعطاني تلكَ التذكرة، ماذا كان أسمه؟، آلـ... آلفونس؟ آليكس؟ آلين؟
لا أستطيع تذكر أسمه، لكن أذكر النوم بعمقٍ حين قضيتُ الليلة معه...
****
تأملت هيبنوس الشقة التي ستبدأ بالعيش فيها من الآن، كانت تحوي حمامين ومطبخاً واسعاً وغرفتي نوم كبيرتين، الصالة التي تتوسط الشقة كانت كبيرةً أيضاً، حجم الشقة وأثاثها يكلّف الكثير من المال كل شهر ولا يبدو أن 'ليليان' كانت تعمل في وظيفة تمكّنها من المكوث في شقة كهذه كل شهر.
لحظتها فقط أدركت كم ثراء والديها.
"هذه غرفتكِ، لكن يمكنكِ النوم معي إن شأتِ فسريري يتّسع لشخصين"
تجوَّلت هيبنوس في الغرفة تتلمس الأغراض التي تراها لأول مرة، الغرفة نظيفةً ومتربةً وجميلة ولا يبدو أنها كانت غير مستخدمة لسنتين، حرصت سيلينا على تنظيفها كل أسبوع ترحيباً بصديقتها حين تستيقظ.
"وبالمناسبة، بما أنكِ هنا الآن سنقوم بتقسيم مهام الطبخ والتنظيف كما في السابق، أتعلمين كم ضِفراً كسرتُ بسبب غيابكِ حتى الآن!"
أنت تقرأ
People Like Us || أُناسٌ مثلُنا
Mystery / Thriller- وبين محاولاتي لإيجادكِ، عثرتُ على نفسي.