_Chapter Fourteen_
_Regret_
لم تكن معي مظلمة وما كنتُ لأستخدمها حتى لو وجدتُ واحدة مجانية أمامي، أردتُ من غزارة المطر المنسكب فوقي غسلي وسمحتُ لبرودة الطقس بلسعي وتخلل عظامي قدر ما شاءت.
كنتُ بحاجة ماسة للشعور، للإحساس، مؤلماً كان أم لطيفاً، بارداً أو دافئاً... كنتُ بحاجة لشيء يذكرني أني حية.ظللتُ أسير على الرصيف مؤمنةً أني سأخرُّ واقعةً في أي لحظة، لا دافع يحركني بتاتاً، لا شيء على الإطلاق، لم أفكر في شيء أرغب به ولا شيء أمتلكه أود التخلص منه.
وصلتُ لوجهتي، وحيدةً مبللةً مرتخيةَ البدن...
بينما كان من المفترض أن آتي بكامل أهدافي ودوافعي للسعادة، رأيتُ أخي مع تلكَ المرأة في باب الشقة، يشارك مخطوبته الدقائق الثمينة الممنوحة قبل الذهاب لعمله، أيمتلك أخي دقائق أكثر مما أمتلك أنا، لماذا يبدو القيام بكل شيء سهلاً جداً عليه؟تلكَ الطاولة السعيدة... ليس لي طبق فيها مع أخي.
لم يعجبني الأمر يوماً، لم أفتخر بالأختلاف الذي أمتلكه تمنيتُ لو أحظى بيوم واحد أكون فيه نمطيةً، نحن لا نختار الإختلاف نحن نُختِير من قِبله.
رغم الألم المتحشرج في صدري، رغم أرتعاش جسدي برداً رغم الدموع التي أختلطت دون تمايز بمياه المطر، أبتسمتُ له حين لاحظني، فأندهش على الفور، ربما لأني أبتسم منذ سنوات.
لم أقدِر على إيجاد السعادة لكني سأسعد لأجله، لسوء الحظ، إنه الشخص الوحيد الذي أكترث له وأوليه أهتمامي، لسوء الحظ، لم أستطِع مبادلة الشخص الوحيد الذي منحني ما كنتُ بحاجة إليه، الشخص الوحيد الذي أختارني عزيزةً عليه من بين الحشود، بدل مبادلته مشاعره قمتُ بإيذائه، لسوء الحظ... أنا عاجزة عن لعب دورٍ غير دور الدمية الصامتة المطيعة.
لم أكن أذرف الدموع حزناً، لم أكن أبتسم سعادةً، كنتُ أبتسم وأبكي إنهزاماً.
"كلاوديا"
تفحصني أخي متسائلاً بعد أن جاءني نازلاً بضع درجات، ربما لأنه يراني أبكي للمرة الأولى، قد يكون جسدي بخيس السعر، لكن لسببٍ ما لم يتمكن أحدٌ غير أبي من أبكائي، ويا للعجب... أنا لا أنبس بصوت حتى أثناء بكائي.
"ما الأمر؟"
أقتلني... قم بخنقي... أضربني حتى الموت.
أغلقتُ عيني بتعب فخرت المزيد من دموعي غاسلة وجهي عوضاً عن المطر، أحسستُ به يحاوطني بذراعيه ويضمني لصدره، لا تعانق من أضاع عمرك ولم يرد لكَ الجميل إلا بالمزيد من الخزي والخذلان يا أخي.
أنت تقرأ
People Like Us || أُناسٌ مثلُنا
Mystery / Thriller- وبين محاولاتي لإيجادكِ، عثرتُ على نفسي.