_Chapter Twenty Six_
_Déjà vu_
بعد طلوع الشمس، أخيراً توقف المطر تاركاً المدينة تغوص في غيمة رطوبة وضباب ممزوج ببرودة جافة.
راكضةً بنشاط لأول مرة في منذ أستيقاظها، كانت ستحجز مقعداً في القطار لكن قيل لها أنه سيصل في اليوم التالي لذلك تراجعت وحجز مقعداً في سيارة ضخمة لنقل المسافرين بين المدن.
شعرت بشعور غريب مخلوط بين الغثيان والرهبة حين صعدت السيارة وتخيرت ببطئ مقعداً على يسارها، جلست جنب النافذة وحجزت مقعداً لحقيبة ظهرها كذلك لأنها لم ترغب بمجاورة أحد بالجلوس.
في تمام الساعة السابعة صباحاً، أنطلقت السيارة الضخمة تسير على الطريق المُبلط جيداً بسرعة متوسطة، لم تحس ليليان بالأمان بتاتاً هنا أنتابتها العديد من مشاهد الـdeja vu.
وهي عبارة فرنسية الأصل شهيرة تعني 'رأيتُ هذا بالفعل' يشعر الفرد من خلالها أنه عاش هذه اللحظة تماماً بتفاصيلها من قبل لكنه لا يستطيع تذكر متى ولا شيء قبلها أو بعدها.
تنهدت ليليان وقررت تشغل هاتفها لسماع بعض الموسيقى، أمالت رأسها ببطئ وأسندته على النافذة الكبيرة المغلقة وراقبت الطريق الخالية من السكان بإستثناء القليل من المزارعين وأراضيهم على جانبي الطريق.
أسبلت جفونها الناعسة المتعبة فشاهدت كلاوديا مجدداً، لم تستطِع التفكير بشيء آخر لاسيما أنها قد جاءت لهذا الهدف، فتحت عينيها وقررت كتابة رسالة نصيحة تخبر عائلتها من خلالها أنها ستغيب ليوم أو أثنين ثم لم تكلف نفسها قراءة الرد الذي عجباً حصلت عليه في مثل هذه الساعة.
ربما كان هذا تصرفاً لئيماً منها، أن تحرم عائلتها منها مجدداً ومن دون أي مبرر، لكنها ودّت لو تتصرف بأنانية لمرة واحدة في حياتها، لمرة واحدة في حياتها ستستمع لنفسها.
لأول ولآخر مرة.
بعد العديد من الساعات، صرح السائق بالوصول للوجه فلبست ليليان حقيبة ظهرها وتسابقت مع الركاب للنزول، أثناء خطواتها المسرعة دست الهاتف وسماعات الأذن في الحقيبة وأنطلقت راكضةً نحو منزل جدها.
لم نكن مزرعة جدها قريبةً من المحطة بالرغم من ذلك سارت نحوها بقدميها، إنه يومها الأخير هنا ومن حقها عدم الإستعجال بإنهائه.
تفقدت مواقع المزارع في هاتفه في موقع الـGPS لكنها لم تهتدي، وحين شعرت أن هذا مجرد مضيعة للوقت أغلقت هاتفها وقررت تتبع أحساسها والعجيب أنه أوصله لوجهتها دون عناء.
بأنفاس مضطربة ومتسارعة توجهت نحو المنزل الذي تحيطه المزروعات بشكل واسع.
لقد تعرفت عليه!، كانت تأتي لهذا المكان حباً به بين الحين والآخر كل سنةٍ منذ كانت طفله، أحبت تلك الحياة الريفية كثيراً كما أحبت لعب دور المزراعة والفلاحة وراعية البقر بشدة.
أنت تقرأ
People Like Us || أُناسٌ مثلُنا
Mystery / Thriller- وبين محاولاتي لإيجادكِ، عثرتُ على نفسي.