_Chapter Twenty Five_
_Farm_في السادسة صباحاً.
رجلٌ عجوز يقرفص ساقيه لينتزع بأيديٍ ذات القفازات تلكَ الأعشاب الضارة التي نمت في مساحة زراعته، متحملاً ألم ظهره وبرودة لصباح الباكر أستيقظ ليهم بالعمل في مزرعته.
لقد تزوج أولاده وتوفيت زوجتُه، وبمرور السنوات والأشهر وجد الرجل نفسه وحيداً تماماً، سبق وتوسل إليه أبناؤه أن ينتقل للعيش مع أحدهم لكنه يحب مزرعته وينوي قضاء أيامه المتبقية فيها حتى يلحق بزوجته.
"لمَ لا تأتين هنا وتعاونيني في إقتلاع هذه الأعشاب"
العجوز لم يكن خرِفاً ولم تصبه الوحدة بالجنون، خاطب من وقفت أسفل سقف المنزل الخشبي وناداها لتنضم إليه، وكيف علم أنها قد أستيقظت فهذا أمرٌ لم تعرفه الشابة، تقدمت بتردد من العجوز ثم قرفصت ساقيها مثله وبدأت بتقليده والأنصات لتعليماته بحذر فقد خشيت إقتلاع نبتة صغيرة مما زُرِع عمداً هنا.
"شكراً للسماح لي بقضاء ليلة البارحة عندك..."
لم يقل الرجل العفو وصمت صمتاً جعل كلاوديا تشك في أحتمالية قولها لشيءٍ سيئ لكن سرعان ما أقر لها العجوز "أنتِ تشبهينها إلى حدٍ عجيب، حفيدتي، لدرجة جعلتِني أشك في هويتك"
"ليليان؟"
نطقت كلاوديا وجعلت الرجل ينظر إليها بدهشة "أهي صديقُكِ؟"
"نعم... هي من دلتني على مزرعتك"
"لم تأتي منذ أسابيع، لا بد من أنها غيَّرت خطتها للقدوم"
أظلمت عيني كلاوديا وأحست بألم قوي يتجمع في صدرها الرجل العجوز أنتبه لذلك، هناك شيء يجهله وقع بين حفيدته وهذه الشابة، شيءٌ أكثر تعقيداً من أن يكون مجرد صداقة.
"أنتِ هاربة من منزلك؟"
لم يترد، أكتفت بتحريك رأسها للجانبين ثم طأطأته والتحديق بأيديها التي توسخت بالتراب، كان آلفريد ليهرع لغسلهما فقد أحبهما كثيراً وأكثر أمتداحهما، لقد إشتاقت إليه، أحبته كرفيق وتذكرها إياه جعلها تتذكر كرهه لنفسه مجدداً بسبب ما فعلته به.
نزع العجوز قفازاته وقدمهما إليها ثم نهض وقبل أن يغادر قال شيئاً "أرتدي هذان فقد تجرحين يديكِ، وبما أنكِ صديقة لحفيدتي فيمكنك البقاء قدر ما تحتاجين"
ربت تربيتة خفيفة على رأسها ثم غادرها، أكملت كلاوديا عملها هنا وبعد ساعة ونصف لحقت بالرجل الى الحضيرة حيث دنته بإرتباك وسألته بصوتها المنخفض.
"أساعدُك؟"…
"لا داعي، لكن أذهبِ لتأخذِ حماماً، رائحتكِ كالجثث"
أنت تقرأ
People Like Us || أُناسٌ مثلُنا
Mystery / Thriller- وبين محاولاتي لإيجادكِ، عثرتُ على نفسي.