_Chapter Sixteen_
_Lilian_
تلك الحانة التي كنتُ أرتادُها، كانت خاصة بالدعارة.
لم أحتَجتُ للكثير من الوقت لإستيعاب تلك الحقيقة فهذا يفسر سبب تواجد الزبائن بكثرة فيها، لم يكن أحدٌ يستغلني، كنتُ من تبيع نفسها وحسب من دون أن تعلم أنها تتاجر في المكان الصحيح.
"ووه!"
كنتُ مستلقيةً في الزقاق القريب منها منذ وقتِ طويل على الأرجح، ذلك المكان القذر الذي آواني للفعل الوحيد الذي أُجيد القيام به كما أنه المكان الذي تشاجر فيه ديمتري عدة مرات بسببي.
وهو المكان الذي أغادره مجروحةً كل مرة، روحياً وجسدياً.
"هل أنتِ بخير؟"
مهما كانت حالتي مزرية فهي ما دفعتُ نفسي إليها بنفسي، لم أفتح عيني ولم أرغب برؤية من حدثني، هذا غير مهم فهو سيكرهني كالآخرين حين يعلم حقيقتي فتجاهلته آملةً أن يتركني وشأني لكن لسببٍ ما ألح علي، وكانت صاحب الصوت فتاة.
"هذه الحانة... أنتِ عاهرة؟"
وهكذا عرفتُ أمر هذه الحانة، كان الأمر الأول الذي تخبرني به، وكان هذا سبباً كافياً لأفتح عيني وأنظر في وجهها... هذه الفتاة...
"لا بد من أنكِ خضتِ جولة مُروعة"
كانت تبتسم وتقهقه كذلك، وليس بإحتقار كمعظم الناس، كانت طيبةً ومن السهل تحديد ذلك. أدركتُ سبب عنادها على البقاء، ذلك الشبه الغريب الذي كان بيننا جعل حتى شخصاً غير مبالياً مثلي يتساءل، هذا غريب، إنها تشبهني لهذه الدرجة، لكني لم أراها قبيحةً كما أرى نفسي.
مدت يدها إلي من أسفل قبة المظلة "أنهضِ أيتها المغامِرة، أرغب بالتعرف إليكِ".
بصوت موَّحد غنى التجمُّع المؤلَف من واحد وثلاثون حاضراً ملتفين حول طاولة دائرية صغيرة، بإستثناء صاحبة عيد الميلاد بالطبع، كانت جالسةً أمام كعكة الشوكولا كبيرة الحجم بإبتسامة أحراج وتوتر.
أنحنت مُمسكةً طرف الطاولة بكفيها ونفخت الشموع لترتفع الهتافات والتصفيق، لم يتبرّع أحد لتشيغيل الأنوار ورضوا جميعاً بالمصابيح صغيرة الحجم صفراء وبرتقالية اللون المُعلَّقة على الجدران والمتأرجحة من السقف.
"عيدَ مولدٍ سعيد، صغيرتي"
"أمييي~"
تذمَرت ليليان مُحرجةً حين أمسكت والدتها رأسها وقبَّلت خدّها أمام جميع الحضور لاسيما أن بعضهم يستخدمون هواتفهم النقالة لتصوير الحدث.
أنت تقرأ
People Like Us || أُناسٌ مثلُنا
Mystery / Thriller- وبين محاولاتي لإيجادكِ، عثرتُ على نفسي.