فتحت اعيونها بعد ان شعرت بتلك اللمسات الرقيقه علي فمها لتجد نفسها تصتدم بروماديه عيناه لتنظر اليه بدهشه قائله
- انت بتعمل ايه
شعر زين بالتوتر ليتنحنح قائلا
-ولاحاجه هوا انا انا كنت.. بس يعني انتي مكنتيش بتفوقي ف قولت اعملك تنفس صناعي اشوفك عايشه ولالا... نظرت اليه قليلا ثم حركت عيناها الي موضع يدها والتي شعرت بالم فيها لتجدها مغروزه بتلك الابره الطبيه وموصله بذاك المحلول لتعاود النظر الي زين قائله باسف
-انا اسفه بس معرفش حصلي ايه مش بستحمل اشوف الدم
زين بجديه:
-مينفعش لازم طول ما انتي في المجال ده تجمدي قلبك ليكمل بصوت منخفض بالكاد وصل الي اذنها وانا بردو غلط لما دخلتك حاجه انتي مش جاهزه ليها دلوقتي ع الاقل لم تصدق ماسمعت للتو ف لاول مره يعترف ذاك المغرور بخطئه امامها لينهض عن ذاك المقعد قائلا
-طيب انا هقوم اطمن علي المريض بتاع العمليه واعتقد انك بقيتي احسن دلوقتي تقدري تمشي ونكمل بكره لما تكوني اتحسنتي
اعتدلت وعد لتكون في موضع الجلوس قائله باسف
-اسفه مكنش قصدي ابوظلك العمليه بالشكل ده تطلع الي هيئتها قليلا ولتلك الخصلات الهاربه من حجابها لتجعلها اكثر قتنه ابتلع لعابه وهوا يحاول ان يتحكم في انفاسه قائلا بنبره جاهد لجعلها جديه
-ياريت متتكررش تاني ليغادر الغرفه قبل ان تضربه تلك المشاعر الحمقاء التي لايفهمها مره اخري،، بعد خروج زين من الغرفه تنهدت وعد قائله بياس
-ميقدرش ميكونش مغرور ثم اكملت بحزن بس عنده حق المرادي انا كنت هتسببله في خساره كبيره ثم عاودت النظر،الي ذاك المحلول الذي قارب علي الانتهاء لترجع براسها للخلف مستنده علي الفراش ف مازالت تشعر ببعض الدوار
************************
كان احمد والد وعد يباشر عمله في احدي مواقع البناء الي ان شعر بالتعب يداهمه ليذهب للتوجهه الي ذاك المقعد القريب ليجلس عليه يستريح وهوا يغمض عينيه ليستمع الي صوت احد زملائه بالعمل ينادي باسمه ويخبره بانهم بحاجته لينهض عن المقعد ولاكن ما ان خطي خطوتين حتي اظلمت الرؤيه من حوله ليقع مغشيا عليه هرول اليه احد اصدقائه بالعمل في محاوله ان يفيقه ولاكن لاجدوي اجتمع العمال من حوله ليقول رجلا منهم بحزن
-لا اله الا الله اطلبوا الاسعاف بسرعه
***
استعد اليوم للذهاب ورؤيه صديقه فهو اشتاق اليه ولم يره منذ مده ولهذا قرر ان يفاجئه ويذهب لمقر عمله ولاكن ما ان توجه للداخل حتي رأي ذلك الحشد الكبير ليبدو وكانهم متجمعون علي طعام مجاني او شيئا كهذا ليتفاجئ بسياره الاسعاف المتوجهه الي مكان ذاك الحشد ليتضح وكان احدهم مريض تخطي ذلك الزحام وهوا يبحث بعينيه عن صديقه ولاكنه لم يجده ليتفاجئ به ملقي علي الارض فاقدا لوعيه انه هوا المريض اذآ ليجلس علي ركبتيه قائلا بحزن وخوف علي حاله
-احمد حصلك ايه حاول افاقته وهوا يربط علي وجنتيه عده مرات ولاكن لاجدوي لم يستفق بالمره ليتكلم احد العمال قائلا
-منعرفش مالو ياباشا لجناه مره واحده وجع علي الارض وطلبناله الاسعاف توجه رجال الاسعاف لحمل احمد ليساعدهم الرجال وصديقه في ذلك ليصعد بجانب صديقه في سياره الاسعاف ف هوا بتاكيد لن يتركه وحده ف هوا تالم كثيرا لرؤيته بتلك الحاله بعد ان كان يريد الذهاب وتقضيت بعض الاوقات المرحه معه كالايام الخوالي ف احمد لم يكن صديقه فقط وانما كان بمثابه اخاه وجزءا من عائلته
****************************
وقفت تهندم ملابسها وحجابها بعد ان شعرت بالتحسن فور انتهاء المحلول حملت حقيبتها لتهم بالخروج من الغرفه لتصتدم بجسده الضخم لتتراجع بعض الخطوات الي الخلف قائله بحرج
-اسفه مختش بالي
اقترب زين منها واضعا يديه داخل جيوب بنطاله قائلا بتساؤل
عامله ايه دلوقتي
اجابته وعد
-الحمد لله احسن كتير ليقول بجديه
- يلا عشان اوصلك تطلعت اليه وعد بدهشه ف يبدو ان اليوم يفاجئها كثيرآ بلطفه الغير معتاد معها لتحاول معارضته قائله
-ملوش داعي انا** قاطعها بنبره جديه لاتحمل النقاش
-هستناكي عند العربيه ليغادر بعدها من امامها دون حتي ان ينتظر ردا منها
فتحت فمها بدهشه لتقول لنفسها
-وده بيامرني ولا بيساعدني لتخرج من الغرفه في محاوله اللحاق به سارت بجانبه في ممرات المشفي لتجد الممرضات يتطلعن اليه بجرئه وهم يتهامسون لبعضهم ثم تطلعت اليه لتجده يسير بخطي واثقه ولايلتفت الي احدي منهم لتقول لنفسها
-طبعا ماليه حق ينفش ريشه بالي انتوا بتعملوه قاطعت طريقهم احدي الممرضات قائله بميوعه لزين
-يادكتور سمعت ان حضرتك كنت هتخسر مريض النهارده بسبب واحده هبله اغمي عليها حاول زين كتم ضحكاته بصعوبه اما وعد تطلعت اليها بدهشه وغضب ليرد عليها زين قائلا
مفيش الكلام ده ويلا اتفضلي علي شغلك نظرت الفتاه قائله لوعد
-انتي مين
اجابتها وعد بغضب
-معاكي الهبله بذات نفسها
لم يستطع زين تمالك نفسه اكثر من ذلك ليخرج منه صوت ضحكه منخفضه لتنظر اليه وعد نظرات مشتعله وتتركه وترحل
لتقول الفتاه لزين بحرج
-سوري يادكتور انا مكنتش اعرف انها تبع حضرتك
ليحيبها زين
-روحي علي شغلك ومش عايز حد يجيب سيره الموضوع ده تاني ليرحل من امامها محاولا اللحاق بتلك التي رحلت تشتعل غضبا خرج من المشفي ليجدها واقفه علي الطريق تحاول ايقاف سياره اجري ليتوجهه اليها قائلا
-انا مش قولت هوصلك ليه مصممه تبقي عنيده
لتنفجر في وجهه قائله بصياح غاضب
-اه انا عنيده وهبله ومتخلفه ومجنونه كمان عندك مانع ودلوقتي سبني اروح وروح انت اضحك براحتك هناك علي الهبله الي فضحتها في المستشفي كلها حاول زين تمالك اعصابه قائلا
-اولا صوتك ميعلاش عليا انا مش عيل صغير معاكي انا دكتور وليا مكانتي ثانيا انا مفضحتكيش في حته اكيد الممرضه الي كانت واقفه معانا هيا الي راحت حكت وانتي عارفه ان دول كلامهم كتير ودلوقتي لو معندكيش مانع خليني اوصلك عشان ارجع شغلي
ردت عليه وعد بنبره ساخره قائله
ملوش داعي حضره الدكتور المهم يكلف نفسه عناء انه يوصل واحده بسيطه زيي اتفضل ارجع شغلك مسح علي وجهه بعصبيه قائلا انتي ليه مصممه تخرجيني عن شعوري قولت هوصلك يعني هوصلك وانا مبرجعش في كلمتي ودلوقتي امشي معايا من سكات احسنلك والاا
نظرت وعد اليه بتحدي قائله
والاا ايه ما ان انهت جملتها حتي وجدت يده القويه تطبق علي معصم يدها الرقيقه وهوا يسحبها خلفه مثل الرهينه حاولت كثيرا التملص من قبضته ولاكن لافائده ف هيا ضعيفه جدا امام قوته فتح باب سيارته بعنف ليدخلها بداخل السياره بغضب ويغلق بابها ويتوجه للجهه الاخري للسائق ليغلق بابه بعنف قائلا بغضب
-انا مبحبش العناد ومبحبش حد يعاندني عشان بعند معاه اكتر نظرت اليه بغضب ولم تتحدث في الواقع شعرت بالخوف قليلا بداخلها من هيئته الغاضبه زفر بضيق ليتكلم بنبره هادئه قليلا
-قولي العنوان املته وعد عنوان منزلها ف انه لامفر من الهروب منه ليعم الصمت السياره ولاكنه كان ينظر اليها نظرات خاطفه بين الحين والاخر بعد قليل اوقف سيارته بعد ان اوصلها لمنزلها لتمسك وعد بمقبض الباب تفتحه ثم استدارت اليه قائله باقتضاب
-شكرا حاول منع ابتسامته علي تصرفاتها الطفوليه قائلا
-العفو .. متتاخريش بكره
اكتفت بهز راسها بايجاب ولم تتحدث ما ان رحل زين بسيارته من امامها حتي زفرت بضيق لتستمع الي صوت رنين هاتفها لتقول وهيا تخرجه من الحقيبه: دي اكيد مايا بتسالني عملت ايه دلوقتي تضحك عليا لما اقولها اغمي عليا اول يوم ولاكن خابت ظنونها ف والدتها هيا من تتصل لتقول وعد وهيا تعقد حاجبيها : غريبه ماما بتتصل ليه مش هرد عليها بقا بما اني تحت البيت ولاكن استمرت والده وعد بالرنين لتجيب عليها وعد قائله: ماما انا تحت الب*** ليقع قلبها في قدميها ما ان استمعت الي والدتها لتقول بهلع: ايه بابا مستشفي ايه !!!!
***********************
بعد ان اوصلها الي منزلها كان يقود سيارتها عائدا الي المشفي مره اخري وهوا يفكر بامر تلك العنيده الي ان قطع تفكيره صوت رنين هاتفه ليجيب عليه وتكون المكالمه كالاتي
زين: الو
-ايه ! امتي حصل الكلام ده
-طيب طيب انا جاي قولي العنوان
تمام ثواني واكون عندك
اوقف سيارته ليعاكس طريقه الذي كان يسيره فيه ليقود وهوا شارد بحزن من امر تلك المكالمه
************************
نزلت من سياره الاجري لتتوجه داخل المشفي وهيا تسير علي قدميها بصعوبه ف انه والدها الحبيب لا تتخيل ان يحدث له شئ سيئآ توجهت الي الاستقبال لتسال علي غرفه والدها لتجيبها الممرضه قائله
-المريض احمد موجود في غرفه 403
ما ان اخبرت الممرضه وعد رقم غرفه والدها حتي هرولت لتبحث عن الغرفه ما ان وصلت حتي وجدت والدتها تقف وهيا تبكي ورجلا اخر لا تعرفه واقفا يستند علي،الحائط
اسرعت الي والدتها قائله بذعر :
-ماما حصل ايه بابا مالو
لتقول سميه ببكاء:
-ابوكي كان في الشغل فجاه وقع ومكنش راضي يفوق وطلبوله الاسعاف
حاولت وعد التماسك بقدر الامكان بينما قلبها يتمزق الما لتحتضن والدتها مطمأنه اياها قائله
-هيبقا كويس ياماما مش هيحصله حاجه مش لازم يحصله حاجه لتكمل قائله مين الراجل ده لتجيبها سميه
-ده عمك محمد صاحب ابوكي من سنين وهوا،الي جابه هنا ودفعله حق المستشفي تركت وعد والدتها متجهه الي محمد قائله
-شكرا ياعمي علي انك لحقت بابا
ليقول محمد
-علي ايه يابنتي احمد جمايله مغرقاني والي عملته حاجه بسيطه ليكمل مبتسما: ماشاء الله ياوعد كبرتي كنت بشوفك لما كنت لسه عيله صغيره اكتفت وعد بابتسامه لم تصل لعينيها ف حالتها لاتسمح لها ابدا بالكلام خرج الطبيب الذي كان يفحص احمد ليتوجهوا جميعا اليه ليقول محمد:
خير يادكتور مالو
ليقول الطبيب بغضب
-حضراتكوا جايبلني المريض بعد ما الكانسر كله اتمكن من جسمه كان ممكن نلحقه لاكن دلوقتي فات الاوان
ماذا اقال للتو انه مصاب بالمرض الخطير!!! نزل كلام الطبيب كالصاعقه عليهم جميعا اما وعد تراجعت للخلف وهيا تكرر كلمه واحده
لامش ممكن لا مش ممكن ظلت تتراجع للخلف لتجلس في زوايه علي الارض وهيا في حاله صدمه لاتستطيع حتي البكاء ظلت والدتها تبكي بشده اما احمد فكان مصدوما تماما وحزينا علي صديق عمره
******
دلف لذاك المشفي الحكومي ليقف من في المشفي جميعا يحييونه باحترام ليتوجه بعدها الي الغرفه التي يقصدها ما ان وصل اليهم حتي وقعت عيناه عليها تجلس في زوايه علي الارض وهيا تضم قدميها الي صدرها وتنظر للفراغ ليتحول وجهه لساحه من التعبيرات المندهشه ليتوجه الي والده نعم والده محمد ليتسال:
خير يابابا عمي مالو، ليقول محمد بحزن وهوا يتهاوي علي احد المقاعد:
-عمك عنده كانسر يازين وبنته ومراته هيموتوا عليه لحظه واحده اقال انها ابنته الان ايعني ان الرجل الذي،يكون صديق والده والرجل الذي احبه زين كثيرا في طفولته يكون والد وعد!!! ماهذا اليوم الملئ بالغرابه! ! توجه الي الجالسه علي الارض في حاله يرثي لها ليهتف باسمها قائلا
وعد ... رفعت انظارها اليه ليتفاجئ بها تنهض مره واحده لتتشبث فيه كانه طوق نجاتها قائله بترجي
-زين انت هنا انت جيت زين انت لازم تشوف بابا زين بابا مش لازم يحصله حاجه الله يخليك شوفه لتبدأ في البكاء مستكمله الدكتور الي جوه ده بيقول ان بابا مفيش امل بابا مش هيعيش يازين لازم تعمل حاجه انا بسحب كل كلامي الي قولته انت اشطر دكتور في الدنيا عشان خطري الحق بابا كانت تتكلم بهستريه شعر بسكاكين تمزق قلبه لرؤيتها هكذا فهوا تعود ان يراها متمرده عنيده لم يحب ان يراها هكذا ضعيفه ليقول بصوت حزين وهوا يجلسها علي اقرب مقعد
-وعد اهدي لازم تبقي قويه ان شاء الله هيكون كويس اهدي اكيد لما يفوق مش هيحب يشوفك كده لازم تكوني قويه عشان مامتك هاا اتفقنا نظرت اليه بعيون مليئه بالدموع قائله:
هيكون كويس صح ؟ ليقول مطمأنا اياها صح
مسحت وعد عيناها بكفها لتبتسم قائله له
شكرا بادلها البسمه علي وجهه اما قلبه كان يؤلمه بشده لانه يشعر بها لكونه عاش لحظات مثلها في طفولته عندما مرضت والدته، تجهز زين للدخول والكشف علي والد وعد مره اخري ليلحق به الطبيب الذي كشفه عليه منذ قليل قائلا
-دكتور زين مفيش داعي تكشف تاني انا قولتلهم انه حالته ميأوس منها صرخ زين في وجهه قائلا بحده
- مش انت الي هتعلمني شغلي ودلوقتي اطلع بره متعطلنيش اخفض الطبيب راسه بخجل ليخرج من الغرفه تاركا زين ينظر الي النائم امامه بحزن وهوا يتذكر كيف كان رجلا طيب القلب ياتي له بالالعاب عندما يجده يبكي لمرض امه ويطمأنه دائما انها ستكون بخير حتي انه كان يدفع مبالغ كبيره من المال لمساعدتهم في تكلفه المشفي ف حالتهم الماديه وقتها كانت معدومه تنهد زين بحزن قائلا
-مش لازم يحصلك حاجه مش هستحمل اخسر حد تاني بحبه ليبدا في الكشف عليه ليتبين له فعليا انه مصاب كليا جلس بجانبه ينظر اليه بحزن حين استمع الي همهمات ليقول له
-عمي انت سامعني
رد عليه احمد بصوت متعب قائلا
-انت مين، اقترب زين بكرسيه منه وهوا يبتسم له قائلا
-عمي ده انا زين ابن محمد مش فاكرني
اجابه احمد بفرح قائلا
-زين يابني هوا ده انت كبرت زين وبقيت راجل واحسن دكتور في الدنيا ليكمل هوا انا هعيش. اد ايه يازين
ابتلع زين تلك الغصه المريره في حلقه قائلا
-حضرتك كنت عارف .. طب ليه مجتش من بدري كنا ممكن نقدر نلحق نعالجك .. نظر احمد الي سقف الغرفه قائلا
-محدش بياخد اكتر من نصيبه يابني ثم اعاد نظره الي زين مستكملا: عايز اطلب منك طلب يازين اومأ له زين براسه ليكمل احمد
-انا عارف اني مش هعيش كتير ولو عشت النهارده مش هعيش بكره حاول زين منع تلك الدمعه التي باتت تطرق جفون عينيه لتتمرد علي وجهه ليكمل احمد انا عايزك تخلي بالك من وعد يازين
ليقول له زين
- انت تامر ياعمي هيا اختي واوعدك اني هخلي بالي منها
ليبتلع احمد ريقه الذي جف من التعب قائلا
-لايازين مش قصدي كده قصدي انك تتجوزها عايزك تتجوز وعد يازين دي وصيتي ليك انا مش هلاقي احسن منك لبنتي وصدقني وعد بنت كويسه وقلبها طيب صحيح هيا عنيده شويه بس تقدر تكسبها بكلمه
لم يستطع زين فتح فمه والرد علي احمد من الدهشه التي تملكت منه ليقول بدهشه
-ب بس ياعمي اناا** قاطعه احمد وهوا يمسك يد زين قائلا بترجي
-اوعدني يازين مش عايز اموت وانا خايف عليها عايز اطمن عليها معاك قبل ما الحق ياخد حقه
لم يستطع زين رفض طلب رجلا بالكاد يحتضر ولم يستطع ايضا تقبل فكره ان تكون وعد زوجته بل ان يكون متزوجا من الاصل! !
ابتلع لعابه بتوتر قائلا
-ربنا يديك الصحه ياعمي انا ب .. ب بوعدك
**************************
خرج من غرفته وراسه يتخبط يمينا ويسارا لايكاد يصدق ماحدث للتو التفو جميعا حوله لتكون وعد اول من هرولت اليه قائله بقلق
-زين بابا عامل ايه نظر اليها زين قليلا وهوا يتخيلها زوجته قريبا ليقول بصوت اشبه بالاموات
-بباكي فاق دلوقتي تقدري تطمني عليه نظرت اليه بامتنان ثم هرولت لغرفه والدها تتبعها سميه ووالده الذي اوقفه قائلا
-بابا تعالي عايزك اقترب منه محمد قائلا بتساؤل
-خير يابني حصله حاجه وانت مخبيها هز زين راسه نافيا ليقول
-لا الموضوع مش كده ليقص عليه كل ماقاله والد وعد بعد انتهي
نظر اليه محمد قائلا بدهشه
-وانت رائيك ايه
صرخ بعصبيه قائلا
-بابا اتجوزها ازاي انا مش بتاع جواز وحتي لو. هتجوز مش هتجوز واحده لابطقها ولابطقني انا وهيا ناقر ونقير
حاول محمد تهدأته قائلا
-معلش يابني ريح الراجل الي ليه جميل كبير علينا عمرنا ماننساه الراجل بيموت يازين وعايز يطمن علي بنته الوحيده اكيد لو مكنش بيحبك مكنش آمنك علي اغلي حاجه عنده
مسح زين علي شعره بعصبيه قائلا
-صدقني يابابا انا مستعد اعمله اي حاجه واعالجه بكل الطرق واسفره بره لاكن جواز لا انا كده هظلمها واظلم نفسي
ربت والده علي زراعه قائلا
-انت وعدته خلاص يازين ودي وصيته ليك فكر فيها كويس يابني وعد بنت كويسه وهتسعدك ليتهاوي زين علي اقرب مقعد واضعا راسه بين كفيه
جمدتها الصدمه بينما شهقت والدتها بعدم تصديق لتقول له وعد بدهشه
-بابا انت بتقول ايه زين ايه الي اتجوزه وجوازنا ايه الي اتفقتوا عليه!
لينظر لها احمد الذي كان جالسا نصف جلسه ثم ياخذ يديها بين يديه قائلا بهدوء
-وعد انا مش ضامن هموت امتي عايز اطمن عليكي واموت وانا مرتاح وبعدين مش هتلاقي احسن من زين شاب كويس وهيحافظ عليكي وانا متاكد انك هتترحمي عليا في يوم من الايام وتقولي بابا كان عنده حق لما اختاره
لم تستطع كتم دموعها لتنفجر في البكاء وهيا ترتمي بين احضانه قائله من بين شهقاتها
- بعد الشر عليك عشان خطري متقولش كده انت هتبقا كويس ومش هتعوز تجوزني لزين عشان خطري يابابا بلاش انا مش بحبه!
ربت علي راسها بحنان وقبل ان يهم بالرد عليها اخذ يسعل ويسعل بقوه لترفع راسها اليه برعب قائله
-بابا حصلك ايه هخرج انادي الدكتور لتهرول الي الطبيب الذي ما ان رأي حالته قال
-هوا عمل مجهود النهارده كبيره لازم تسبوه يرتاح ياجماعه انا ادتله حقنه دلوقتي نيمته لتنظر وعد الي والدها وهيا تبكي وتضع يديها علي فمها قائله
-بوعدك يابابا اني هنفذ رغبتك وهتجوز زين خلاص
**********************
بعد مرور خمسه ايام
كانت الحديقه الخاصه بقصر الصاوي مزينه بشكل يخطف العقول وجميع الخدم يعملون علي قدما وساق وكيف لا فالليوم موعد عقد قرآن وعد وزين! تلك الزيجه المزيفه التي فرضها والدها علي كلا منهم
جلست في احدي الغرف الخاصه بالقصر وهيا تبكي وتنظر لذلك الفستان الازرق الموضوع امامها والذي اشتراه لها زين لتربت صديقتها علي ظهرها وتبكي هيا الاخري قائله
-اهدي ياوعد عشان خطري انا عارفه انه مش سهل عليكي ابدا بس كل الي اقدر اقولهولك ان بباكي مش هيختارلك حاجه وحشه
لتجيب الاخري بصوت مكتوم من كثره البكاء
-مش قادره اصدق يامايا بابا الي عمره ماغصبني علي حاجه غصبني علي اهم حاجه في عمري والي واجعني اكتر انك مشوفتيش شكل زين ازاي شكله مش مبسوط ابدا يامايا هوا كمان شكله اتغصب عليا انا وافقت عشان مرض بابا مقدرتش اشوفه تعبان كنت عايزه اعمل اي حاجه عشان يبقا كويس ولما صدقته خرج وبقا كويس دلوقتي قوليلي اعمل ايه هعيش مغصوبه مع واحد اسمي هيبقا جمب اسمه طول حياتي لتعاود بعدها بكاء يحطم القلوب مره اخري لتمسح مايا وجهها وهيا تقول وعد بصيلي. مش انتي مؤمنه وعارفه ربنا اكيد ربنا عمره ماهيكتبلك حاجه وحشه ابدا ولو ملكيش نصيب معاه مش هتكملي معاه وبعدين ياعالم يمكن ربنا يزرع حبكوا لبعض جوا قلبكوا في يوم من الايام ودلوقتي يلا البسي عشان الناس كلها زمانها تحت مستنيه لتبدا مايا مساعدتها في ارتداء فستانها الذي اقل مايقال عنه رائع الجمال ولاكنها كانت تراه فقط حبل مشنقه يلتف حولها لا اكثر! !
جلس علي سريره في غرفته وهوا لايكاد يصدق ان اليوم يوم زفافه اليوم الذي لم يكن يتخيله حتي في احلامه اليوم الذي جعله اخر امنيه في قائمه امانيه بل لم يضعه فيها من الاصل!
ابتسم بسخريه وهوا يري تلك التجهيزات لعقد قرانه وكانه حقيقي مثلا لايعلمون انه فقط خدعه كبيره انها مجرد زيجه مزيفه قرار وضع فيه مغصوبا عليه تنهد وهوا ينظر لتلك البدله السوداء رائعه الجمال ليستمع الي صوت دقات علي بابه ليقول للطارق
ادخل
دلفت ندي شقيقه زين والتي كانت ترتدي فستانا قصير يصل لبعد الركبه من اللون الموف تاركه شعرها ينسدل خلفها وتضع القليل من مساحيق التجميل لتبدو رائعه الجمال بحق.. لتشهق قائله لزين
-انت لسه ملبستش الناس كلها مستنيه تحت
نظر الي اخته مبهورا قائلا
-ايه الي انتي لبساه ده ياندي التفت حول نفسها امامه لتقول وهيا مبتسمه
-ايه رائيك حلو
-زفت انا مش قولتلك متلبسيش قصير كده تاني
لوت فمها بحنق قائله يووه متعكننش عليا يازين بقا وبعدين ده انا حتي اخت العريس يا اخي
العريس تلك الكلمه المزيفه التي استمع اليها طوال اليوم ليبتسم بسخريه قائلا لندي طب اخرجي يلا عايز البس خرجت ندي من الغرفه ليشرع زين في ارتداء بدلته الخاصه
******
كان الحفل يقام بالاسفل والجميع قد حضروا لم يكن الحفل مليئآ بالاشخاص فقط القليل من العائلتين كانت ندي تسير متوجهه الي والدها تخبره بقدوم زين والذي كان خائفا من تهور ابنه الي ان شعرت بتلك اليد تسحبها للخلف في مكان مظلم لتشهق بفزع ولاكن سرعان ما اتضحت لها رؤيته وجهه لتقول بابتسامه
-خضتني .. انت جيت امتي
اجابها اكرم:
-من شويه وكنت بدور عليكي .. لينظر الي فستانها قليلا قائلا بغضب
-وبعدين ايه الي انتي لبساه ده حضرتك
رفعت كتفيها لتقول مالو
-مالو.! مش شايفه ان الزفت ده قصير وبعدين درعاتك كلها باينه ياهانم انا قولتلك ايه!
لتقول له ندي بتذمر
-يوووه هوا انت وزين عليا
-طبعا عشان انتي غلط ياندي وبعدين انتي مش عارفه اني بغير عليكي حتي من زين انا هسيبك النهارده بس عشان فرح اخوكي لاكن اقسم بالله ياندي لو لبستي كده تاني مش هيحصلك كويس ودلوقتي وعد بقت مرات. اخوكي يعني هتبقي تحت عنيا اكتر من الاول ويلا امشي قدامي عشان محدش يلاحظ غيابنا.....
انتهي من ارتداء ملابسه ليظهر امامهم بطله تخطف الانفاس ليكون والده اول من رأه ليتنهد براحه لتنظر اليه اعين حاسده لوعد التي حصلت علي ذلك الجمال والمال كله بمفردها ولاكنهم لايعلمون الحقيقه المره تكلمت تلك المرآه قائله لابنتها: شوفتي ياخايبه اهو راح واتجوز لو كونتي فضلتي وراه كان اتجوزك وعشتي معاه في النعيم ده واتجوز واحده من عيلته مش واحده غريبه لانعرف فين اصلها وفصلها زفرت الفتاه بحنق وهيا تقوول ياماما كنتي عوزاني اعمل ايه يعني لتصمت الفتاه ووالدتها عندما ذهب ليسلم عليهم وعلي كلا من الحاضرين ليصل لوالد وعد الذي نظر اليه نظره امتنان ليقابلها زين بابتسامه كاذبه
ليستمع الي احد الحاضرين من عائلته قائلا
-امال فين عروستك يازين عاوزين نشوف اختيارك الي خلاك تغير رائيك في الجواز ليضحك بعض الاشخاص الاخرين
نظر اليه بضيق قائلا
-زمانها جايه ما ان انتهي من جملته حتي سلطت جميع الاعين علي تلك الحوريه التي تنزل الدرج بفستانها الرقيق رائع الجمال حتي انها جعلت زين واقفا مصدوما مبهورا بجمال تلك الاميره التي ظهرت امامه ف لم يكن يليق بها سوي لقب الاميره ليستمع الي نفس الشخص قائلا
-لاحقك يا زين مراتك زي القمر نظر اليه نظره اخرسته ثم توجه الي تلك الاميره والتي كانت تمسك بها مايا خوفا من ان تسقط لتنظر اليه بخوف لتهمس لها مايا يلا الناس كلها بتبص عليكوا لتضع يديها في يده الممدده امامها بخوف لتستمع الي الزغاريط التي ارتفع اصواتها كانت تسير كالمغيبه وهيا تتمني ان يكون ذلك كابوس فقط كان ينظر اليها وهوا يخمن ان حالها لايقل عن حاله توجهت الي المدعوين لتسلم عليهم جميعا والذي بالطبع كان بينهم حاقدا وحاسدا لهم لياتي بعدها المازون ليجلس وعد وزين امامه مرددين ورائه ومع كل كلمه ترتفع دقات قلبهم ليستمعوا اليه قائلا
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير استمعوا الي الزغاريط مره اخري لينظروا الي بعضهم البعض معلنا هذا اليوم عن بدايه حياه جديده لزين ووعد ..
أنت تقرأ
وصية زواج
Romanceيوقعها القدر في حب شخص سيئ السمعه سئ الخلق ولايعرف ماهو الحب يقوم فقط بالتسليه بالفتيات لتظن انه قد تغير ولاكنها لاتعلم بان الطباع لاتتغير، ، لتقع بعدها اسيره في حبه الذي لم يكن سوي وصيه زواج! ولاكن هل يستطيع حبهما الصمود امام تلك الازمات التي ستقو...