(الفصل الأول)

49.7K 1.4K 312
                                    

يوم جميلٌ مشمس مع نَسمة هواءٍ عليلةٍ تُنعش النفس،
زقزقةُ العصافير تُشكل لحنًا يُطرب الآذان، كل شيء مثيرٌ للاهتمام في الغابات الخلابة، حيواناتٌ صغيرة تتجول هنا وهناك، بعضها يبحث عن قوتِ يومه، وما يساعده ليبقى على قيد الحياة، وآخر يستطادُ الأضعف منه ليأمن لصغاره طعامًا يملأ بطونهم الفارغة.

وبين أشجار هذه الغابة الكبيرة، كان يمشي بهدوء غايته حدود المجموعة، يتفقدها ككل يوم وعقله لا ينفكُ عن التفكير في أمورٍ شتى ومن أولوياته مصلحة قطيعه فكونه الألفا وقائدهم، يتحتم عليه تقديم الأفضل لهم دومًا وحمايتهم من كل خطر قد يحل عليهم.

تنهد بخفة وتابع خطواته نحو حدود مجموعته يتأكد من أمان الوضع واستقراره.

________________________________________

في مكانٍ بعيد، وفي عِرض البحار، تقبعُ جزيرةٌ كبيرةٌ يعيش فيها شعبٌ مختلفٌ عن باقي المخلوقات المعروفة، نادرٌ جدًا من يعرف وجودهم.

ليسوا بشرًا ولا من الحوريات، هم نوع من المخلوقات البرمائية تستطيع التكيف في البر والبحر، في عمق البحر يتحول جزئهم السفلي لزعانف ليستطيعوا السباحة، وعلى اليابسة يمشون على أرجُلهم كالبشر، يُدعون بشعب (أراكاج)

هم عمالقة المحيط يتحكمون بالموج والمد والجز، لا يؤذون أحد، لكن عندما يستشعرون الخطر أو يتعرض أحدٌ لهم يصبحون شرسين للغاية.

في وسط الجزيرة يقبعُ قصرُ مَلِكهم وحَاكمهم العظيم (رودريك)

تميز القصرُ بفخامته، وضخامته مزين باللؤلؤ والمرجان، جدرانه تتلون عند شروقِ الشمس باللون الذهبي، وعند الغروب ينعكس ضوءها فتشعُ بالوردي الساحر.

في إحدى غرفه الملكية الواسعة، ما زالت تلك الفتاة تغط بنوم عميق على سريرها الوثير، فُتح الباب ودلفت الخادمة لتراها ما زالت في أحلامها الوردية، امتعضت ملامحها من تأخرها في النوم

وهتفت الوصيفة بتأفف " مولاتي استيقظي، لمَ ما زلت نائمة؟ تأخرت على موعد الأفطار، لابد أنّ الملك في انتظارك"

تململت أميرة القصر بانزعاج، وفتحت عينيها بضيق، وهتفت لوصيفتها " تارا ألن تكفي عن إزعاجي كل صباح! تعليمن كم أكره أن يوقظني أحدهم، أفضل الاستيقاظ وحدي"

تحدثت تارا ببعض الهدوء " عزيزتي (بيرال) إن الملك بانتظارك يود تناول إفطارهُ معكِ "

" حسنًا ، هلّا تختارينَ لي أحد أثوابي على ذوقك؟ فأنا أثق به "

أردفت تارا بطاعة " حاضر مولاتي"

تأففت بيرال بضيق " تارا كم مرة قلت لكِ لا تعامليني برسمية، نحن صديقتنان منذ الطفولة ولا أحب معاملة الأميرات هذه! "

ابتسمت الأخرى مُردفة " كما تشائين عزيزتي هيا إلى الحمام قبل أن تتأخري على الملك ويغضب منكِ "
أومأت لها بيرال وتوجهت نحو حمامها الخاص وغسلت وجهها من آثارِ النوم

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن