(الفصل الرابع والعشرون)

14.3K 846 123
                                    


تدور في غرفتها بملل مرت ثلاثة أيام على تواجدها بين قطيع المستذئبين، لم ترَ إيراكس من يومها، إنه يتعمد تجاهلها، المكان الذي تتواجد فيه يرحل عنه سريعًا، حتى أنه لا يأكل معهم على نفس المائدة، لا تدري لمَ شعور خيبة الأمل يرافقها، لا تنكر أنها اعتادت على تواجده بقربها، لكن الآن يفعل العكس تمامًا.

اقتربت من النافذة تحدق بساحة التدريب، أصواتهم العالية تصل إلى أذنيها، راقبت كل من إيلا وإيما وهما يلقيان التعليمات والإشاردات الصحيحة للفتيات والمراهقين، عادت بذاكرتها ليوم وصولها هي وإيراكس... .
.
.
أعين فضولية تخترقها بتفحص، إيراكس الذي يتقدم منها بخطوات هادئة، يسدل كفيه بجيبي بنطاله الأسود، عضلاته بازرة بوضوح، كتفيه عريضين مشدودين، وقف بجانبها بينما أشاحت بنظراتها الخجلة عنه.

هتف عاليًا بنبرة الألفا القوية " اسمعوني جيدًا "
صمت قليلًا بينما تجمع أفراد القطيع حوله منصتين بتركيز لقائدهم فاسترسل حديثه بصوت جهوري " هذه بيرال أميرةٌ لإحدى ممالك المحيط، إنها هنا من أجل تنفذ إحدى أهم أوامر الألهة، سنستضيفها عندنا فترة مؤقتة، وجب على الجميع احترامها، ولا أسمح لأي شخصٍ كان من يكون أن يوجه كلمةً سيئة بحقها، احترامها من احترامي "

أومأ له الجميع بطاعة وأحنوا رؤوسهم باحترام لحديث ألفاهم، أردف متابعًا كلامه " المهمة العظيمة موكلى لكلينا سأكون معها في تنفيذها، طاعتها واحترامها واجبٌ عليكم، هل حديثي واضح ومفهوم لكم؟ "

هتف الجميع بصوت عالي " مفهوم ألفا "
أومأ برتياح واستأنف قائلا " اذهبوا الآن وتابعوا التدريب لا أريد أي تقصير "

تفرق الجميع لأشغالهم بينما بقيت بيرال واقفةً مكانها تفرك كفيها بتوتر لا تدري ما عليها فعله الآن، استدارت نحوه وهي تقطب جبينها، وسئلت أو سؤال خطر على بالها " لمَ لم تخبرهم أنني رفيقتك؟ "

استدار الآخر نحوها ونظر لها بغموض وأجاب بخفوت " أليس هذا ما تريدنه؟ أم غيرتي رأيك وقبلتي بكوني رفيقك!  "

صمتت الأخرى لا تدري بماذا تجيب، نعم هي ترفض كونها رفيقته، لكن لا تدري لما أزعجها تعريفه لأفراد القطيع، أنزلت نظرها للأرض بصمت، سمعته يقول وهو يوجه أنظاره إلى الفراغ
"على كلٍّ لن أجبرك على ما لا تطيقين، أرغب أن يبقى كوننا رفيقان سرًا عن الجميع، هذا أفضل لكلينا "

أومأت بصمت ولم تجب، فلاحظ فتاتان تتقدمان نحوهما، وتهتف إحداهن بحماس وهي تقف أمامها " أهلًا بكِ ، أنا أدعى إيلا "

أومأت بيرال وهي ترسم ابتسامة جميلة على ثغرها، بينما تحدثت الفتاة الأخرى قائلة بلطف " وأنا إيما، نحن شقيقتا الألفا "

نظرت لهما بيرال بابتسامتها الجميلة وأردفت بخجل " سعدت بمعرفتكما "

أما إيراكس كان يراقبهن بهدوء وهتف بأختيه " اعتنيا بها جيدًا، واطلبا من الخدم تجهيز غرفة الضيوف لها " وحل بعدها بصمت يتابع شؤون القطيع المتراكمة بسبب غيابه الطويل.

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن