(الفصل الثامن والثلاثون)

11.1K 718 156
                                    

الخوف نهش فؤاده، لكن الغضب تملك منه فاتجه نحو الوحش بخطى بطيئة، مع كل خطوة يزفر نفسًا ساخنًا، لقد ارتفعت حرارة جسده بشدة، يشعر بدمائه تتدفق بأوردته بعنف، برزت عروقه ونبضت بعنف.

أندرو يهدد بالخروج وهذ ما يخشاه، حاول تهدئته لكنه غاضب حد الجحيم من تجرُأ هذا الوحش على اختطاف رفيقته، كما أن لوك لم يكن أقلّ غضبًا منه، لكنه مع ذلك أكثر حكمةً وتعقلًا من أندرو المشتعل.

بينما كان الوحش هادئًا وابتسامته البشعة لم تفارق وجهه، وإيراكس تشتعل دماؤه كالحمم المنذرة بحرق كل شيء أمامها.

وصل أمامه لا يفصلهم سوى عدّة خطوات وزمجر  وهجيناه بصوت مزدوج عميق يشتعل سخطًا " أين أخذت رفيقتي؟ "

اتسعت أعين الآخر بصدمة من نبرة صوته المزدوجة بصوتين آخرين، فأدرك أن الذي أمامه أقوى مما يظن

وأن طاقته ارتفعت أكثر من ذي قبل، شعر الوحش بهالة إيراكس التي ازدات قوةً وقتامة، ومما زاد استغرابه أكثر هو ذلك الضوء الذي يسطع من تحت عصبته السوداء التي تلف جبينه.

تراجع الوحش للوراء بخطى حذرة، لم يكن يتصور أن هذا الشاب يمتلك قوّة داخله غير التي أظهرها!

ومما زاد من تساؤلاته، أنه لم يستطع امتصاص طاقته كما يفعل مع باقي المخلوقات! أدرك أن الذي أمامه ليس أي مخلوق، فهو لم يقابل في حياته مثيله قط.

غضب إيراكس أكثر من سكوته فهمس هذه المرة بصوتٍ منذر متوعد " أعد لي رفيقتي "

لكن الوحش استجمع شجاعته وبادر هو بالهجوم نحوه بعظمته التي اكتسبت لونًا أسود كسواد جناحيه الحالك، لكن إيراكس صد هجومه بسهولة برمحٍ ناري قاتم شكله بين يديه.

لكم الوحش بقوةٍ أودت به للخلف عدة أمتار طارحةً إياه أرضًا بعنف، تقدم إيراكس نحوه بذات خطواته البطيئة، وعيناه تزدادان توهجًا، هذا القبيح تجرأ على شيء يخصه، لقد تجرأ على أذية توأمه!  سيحرقه حيًّا، ولن يشفي ذلك غليله أو يطفأ نار غضبه.

زحف الوحش للخلف بخوف من هذه الطاقة الهائلة التي نبعت من جوف إيراكس وتشكلت حوله كالحاجز الحارق، طاقة هائلة وكلما غضب ازدادت قوةً.

ضم إيراكس قبضته بعنف مخرجًا صخرةً ضخمةً من جانبه ورفعها بالهواء، فاتسعت أعين الأخر هلعًا.

قذفها إيراكس نحوه لكن الأخر تفاداها بآخر لحظة، وإلا لكانت هشمت رأسه الفارغ، وأودته قتيلاً مكانه.

رفرف الوحش بالجناحيه للأعلى ينوي الهرب، لكن إيراكس لم يسمح بذلك، إذ قذفه بكلتة نارٍ مشتعلة، أحرق جناحه الأيسر فصدحت صرخات الوحش المتألمة في الأنحاء، وسقط أرضًا يأن ويتأوه بألم كبير، لقد احترق جناحه! جزءٌ منه ومن قوته، إن جناحيه أساس قوته كلها، وها قد فقد أحدهما.

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن