(الفصل الخامس)

18.7K 938 99
                                    


تسللت أشعة الشمس خلال النافذة، وتألق نورها على جدران الغرفة التي يغلب عليها اللونين الأسود والأحمر، داعبت أشعتها جفونه فتململ بفراشه الوثير، استقام بتكاسل متخذًا طريقه نحو حمام غرفته يغسل يديه ووجهه ويزيل أثر النوم عن عينيه.

ارتدى بنطالاً من الجينز الأسود، وقميصًا أزرق داكن قصير الأكمام يظهر تفاصيل صدره وذراعيه القوية، ومشط خصلات شعره الفحمي بعشوائية فازداد وسامة وجاذبية.

مشى باتجاه صالة الطعام، فهم يأكلون جميعًا على سفرةٍ واحدة، وعندما وصل للباب وقفوا احتراماً لألفاهم،

ألقى عليهم تحية الصباح وجلس على رأس الطاولة ليطلب منهم الجلوس، على يمينه البيتا فرانك، وعلى يساره شقيقتيه إيما وإيلا،

شرع الجميع بتناول طعام الافطار بهدوء لأن الكلام ممنوع على الطعام، هذه إحدى القواعد الأساسية لديهم، الجميع صامت لا تسمع إلا صوت طرق الملاعق في الاطباق.

أنهوا إفطارهم واتجهوا نحو ساحة التدريب، التي تقبع في وسط المجموعة، أرض جرداء لا يوجد بها شيء مقسومة لقسمين، واحدٌ للرجال والنساء وآخر للفتيان والأطفال،

فهذا نظامهم اليومي بعد الأفطار يتدربون على القتال ويحسّنون من مهاراتهم، شقيقتيه يدربنّ الأطفال الصغار على قواعد القتال الأساسية بهيئتهم البشرية أو على هيئة ذئابهم.

ويشرف إيراكس على تدريب الشباب، والبيتا فرانك على تدريب الشابات يعلمونهم أصول القتال الجيد.

وفي بعض الأحيان تقام نِزالاتٌ بينهم لاختبار سرعتهم وقوتهم البدنية، ولا يقتصر التدريب فقط على قوة العضلات بل يعلموهم استخدام عقلهم والتفكير جيداً بحركات الخصم وردات فعله. 

الجميع ينتبه لتوجيهاتهم وتعليماتهم بإنصات وتركيز، ينفذون ما يطلب منهم بطاعة، يؤمنون بقوتهم وحكمتهم.

شرد ينظر إلى شقيقتيه بحنانٍ يظهر جليًا في عينيه، فهما ما تبقى له من عائلته، يتذكر حديث والده وهو يخبره أن والدته توفيت حين كان يسأل عنها في صغره.

وعندما ولدت اللونا شقيقتيه كان في العاشرة من عمره، أحبهما كثيرًا، لهما مكانةٌ خاصة في قلبه حتى ولو لم يكونوا من نفس الأم، هذا لا يهم.

فاللونا لم تفرق بينه وبين أخواته، عاملته كأنه أحد أبنائها، وهو يحبها ويحترمها كوالدته التي لم تلده،
كما أنها أوصته بأُختيه في آخر كلماتها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

أيقظه من شروده وذكرياته صوت فرانك عبر الرابطة العقلية -التخاطر- يعلمه بوصول العجوز والتر.

طلب منه إيراكس أن يأخذه إلى غرفة المكتب بينما يأتي، وأمره أن يتابع مكانه تدريب الشباب بينما تستلم شقيقته إيلا تدريب الشابات، فنفذ فرانك على الفور أوامر الألفا.

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن