(الفصل العاشر)

14.6K 861 84
                                    

إيما

أقف أحدق بهذا الشاب الماثل أمامي وفاهي مفتوح بذهول، يا إلهي إنه رفيقي، وبين تساؤلاتي التي تدور في رأسي، استفقت على صوته الساخر " هل انتهيتِ من تحديقك بي؟"

صفعت نفسي داخليًا على غبائي وتهوري واحمر وجهي من شدة الإحراج ، عدت خطوتين للوراء، بينما أجيبه بتلعثم" أسفة، لم أكن أقصد ذلك، فقد شردت قليلاً"

رأيت ابتسامته تتسع مما زاد إحراجي، سأل مستفسرًا " كيف أستطيع خدمتك يا أنسة؟"

نظرت له قليلاً وأنا أرفع حاجبي مجيبةً على سؤاله بسؤالٍ آخر "أنا التي كيف أستطيع خدمتك يا سيد!"

نظرل لي بذهول وأردف بحنق" لكن أنتِ من أتيتِ ليس أنا يا غبية"

صعقت من وقاحته " من تقصد بالغبية هنا! " سألته بغيظ وحنق

"ومن يوجد غيرك أمامي" أجابني بسخرية وهو يشير لي بإصبع يده

هذا الوغد الأحمق الوسيم أود صفعه على فظاظته، كما أن ذئبتي الهائجة تفقدني تركيزي على ما جئت من أجله، غبية هي أيضًا تقف في طرفه، تأنبني على فظاظتي معه، وتريد مني أن أعامله بلطف، هذه الغبية سأعاقبها فيما بعد

أجبته بحنق وانا أقطب حاجبيّ بعد أن كتفت يدي إلى صدري" أنت ما الذي تفعل عندك يا هذا! إنه منزل خالي وجئت لرؤيته"

استند بكتفه على الباب وكتف يديه مثلي وكأنه يقلدني، كما أن بروده يستفزني أكثر، أردف قائلًا" نعم العم والتر! إنه معلمي كذلك، وهو ليس موجود، تستطيعين القدوم في وقتٍ آخر عله يكون قد عاد " يتحدث بكل برودٍ وكأن المنزل منزله!

"لا أريد الذهاب سأنتظره في الداخل" أجبته بتعالي ودفعته قليلاً عن الباب كي أستطيع الدخول إلى المنزل

ضربت أنفي رائحته الجميلة، التي تهيج ذئبتي أكثر، دفعتها لمؤخرة رأسي وحاولت قدر الإمكان تجاهل هذا الشاب الذي ما زال واقفًا مكانه ينظر لي بأعين مفتوحة.

تكلم بعد أن صفع الباب بقوة" لكنه غائب منذ البارحة وقد لا يعود اليوم" إنه مغتاظٌ على ما يبدو

تقمتصت دوره البارد الذي يستخدمه ضدي " حسنًا... لا بأس سأنتظره ساعةٍ أو ساعتين، إذا لم يأتي سأرحل وآتي غداً" إن الأسلوب البارد المستفز ينفع معه، ها هو يكاد وجهه ينفجر من الغيظ، ابتسمت بانتصار عندما رحل من أمامي إلى الداخل.

استقمت ذاهبةً إلى المطبخ لتحضير شيء أشربه،
رأيته يقف وهو يسمك قدحًا كبيرًا تفوح منه رائحة القهوة اللذيذة سحبته من يده وارتشفت منه " شكرًا لك على كرمك إنها لذيذة بالفعل" وأكملت طريقي باتجاه غرفة الجلوس وأنا أرتشف من قهوته، أقصد التي كانت قهوته، إنها بالفعل لذيذة!

سمعت صراخه الغاضب من الداخل " أيتها الغبية الحمقاء لقد أعددته لي، من سمح لكِ بأخذه؟ "

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن