(الفصل العشرون)

15.1K 850 193
                                    

بيرال

امتعض وجهه الأسمر بشدة عندما أخبره أبي أن إحدى رفيقتاي ستذهب معنا، لتفر تنهيدة قلة حيلة من بين شفتيه، وهمس قائلًا " حسنًا، كما تريد "

ذهب خلف الأشجار ، أظنه سيتحول! لحظة...  ما هذا؟
عيناي توسعتا بذهول، فكي يكاد يلامس الأرض من هول الصدمة

يا إلهي! إنه طائر الفينيق... همست بصدمة "ما أجمله!  "

سمعت صوت كيڤن المتعجب يقول "لقد عرفت من هالته أنه ليس فقط ألفا مستذئبين، لكنني لم أتوقع أن يكون هجينًا لعنقاء! "

أجاب ليو بحماس " إنه لأمر رائع أن أرى عنقاء ملكي كهذا "

هتفت صوفي بدهشة " لكم هو جميل! "
أومأت لها ليان موافقةً رأيها

سألت ليو باستغراب بعد أن قطبت حاجبي " كيف عرفت أنه ملكي؟"

أجاب شارحًا وهو ينظر نحوه متفحصًا إياه " من حجمه الضخم وألوانه التي يغلب عليها الأحمر الناري أيضًا هالته القوية، كل هذه الأمور تدل على أن دمائه ملكية "

أومأت بتفهم وأعدت أنظاري إليه أرراه يتقدم نحونا رافعًا لأسه بشموخ، اقترب من مكان وقوفنا وأحنى جناحه على الأرض أمامي، صدح صوت أبي الحاني خلفي يحثني على التقدم معه للركوب على ظهره، أومأت له واقترب بي ببطء، بينما أمشي معه بصعوبة.

مددت يدي بتردد ألمس ريشه الناري، إنه ناعم! خللت أصابعي أكثر بين ريشه الجميل باستمتاع ، أصدر خرخرة خفيفة كأن الأمر أعجبه! ابتسامتي شقت وجهي، يا لروعته!

ساعدني أبي وليان في الركوب فوقه، الأمر صعبٌ، حاولت أن أكتم ألمي بداخلي لكنني لم أستطع، أخرجت تأوهات خافتة بسبب تحركي الكثير، ما تزال جروحي جديدة ولم تشفَ بعد.

ركبت ليان معي، بينما ليو وصوفي وكيڤن ركبوا مع أبي فوق تنينه، إنه يذكرني بفيكي، لكم اشتقت له.

تنهدت بعمق وبدأت أتحسس الريش الجميل الذي أجلس عليه، بدأ الرفرفة بخفة منطلقًا بنا بين السحب متبعًا التنين.

تشبثت به خوفًا من السقوط بينما أمسكت ليان بي كذلك، أظنها خائفة، أو لم يسبق لها الطيران في الجو، مع أنني معتادة على ذلك، لكن الإصابة تعيقُني من الراحة والاطمئنان.
________
بعد مدة من الزمن وصلنا إلى المدرسة ههبط بنا العنقاء داخل ساحتها، وكذلك هبط تنين والدي بجانبنا، أسرع أبي في النزول عنه، ومد يده يساعدنني في النزول كذلك، بعد أن جلس العنقاء أرضًا يحني جناحه كي أنزل بسهولة أكبر، تشبثت بأبي جيدًا بينما هو حملني بين ذراعيه وأنزلني أمام باب المبنى الذي نسكن به بعد أن أرشدته إحدى العاملات إلى مكانه.

قادني ببطء إلى غرفتي، مددني على سريري وتحدث بحنان " ارتاحي قليلًا صغيرتي بينما أنادي إحدى الفتيات تساعدك على الاستحمام وتبديل ملابسك، كي يأتي الطبيب ويغير لك الضمادات عن جروحك "

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن