لؤلؤة البحر (رباط)

(الفصل السادس والثلاثون)

يجلسون ثلاثتهم بالساحة المحاطة بحاجز سحري قاتم اللون، ينتظرون خسوف القمر الكلي الذي سيظهر في أي لحظة، الصمت يعم المكان سوى من صوت أنفاسهم المضطربة.

تنحنح والتر يجلي حلقه وتحدث كاسرًا الصمت المقيت " لقد حاولت البحث عن أي معلوماتٍ تفيدكم عن هيئة الوحش أو أي نقطة ضعف له، لكنني للأسف لم أستطع فلم يذهب أحد إليه وعاد حيًّا للأسف، لكنني علمت من بعض الكتب التي كتبت عنه، تدعي أنه يمتلك ماسةً على جبينه هي التي تختزن الطاقة التي يمتصها من خصمه"

صمت قليلا ينظر نحو عينيهما المركزة عليه وعلى حديثه فاستأنف قائلًا " لا أعلم إن كان هذا الأمر صحيحًا لكنني آمل ذلك، فهذا سيسهل مهمة القضاء عليه، فإذ استطعتما تحطيم الماسة التي على جبينه تكونان أتممتما نصف المهمة، وبقتله تنهيانها بنجاح "

أومأا بصمت فهتفت بيرال متسائلة بسؤال أرق راحتها كثيرًا " إذ كان الوحش يمتص الطاقة، إذًا قد يمتص طاقتنا كذلك وينتهي بنا مقتولين على يديه، كيف سنواجهه وهو يمتلك هذا الميّزة الخطيرة؟"

ابتسم والتر بثقة وأردف " سؤال جيد ابنتي، لكن الطاقة التي تمتلكانها مكتسبة أي ليست طاقتكما الأساسية لذلك هو لن يستطيع امتصاصها، وستستخدمانها بحرية دون قلقٍ من ميزته الفريدة، لا داعي للقلق صغيرتي "

صمت ينظر نحو إيراكس ذو الوجه المتجهم وقبضتاه مشدودتان جابنه بغضب، واستأنف حديثه بجدية متجاهلًا غضبه الواضح " إياك أن تتحول لأي من هجينيك لأنه سيمتص طاقتك فورًا ليموت الهجين داخلك، هذا إذ لم ترد خسارة أيٍ منهما "

هسهس إيراكس بغضب وهو يجز على أسنانه " حاضر "

استغربت بيرال ضيقه المفاجئ وخمنت أن يكون قد نسي أمرًا ما وتذكره الآن، لذلك تجاهلت الأمر، بينما إيراكس كان يرمق والتر بنظرات حادة، إن الغيرة تأكله من الداخل فقد نعت بيرال بصغيرتي! فلا يحق لأحد قولها لها غيره هو، كتم غيظه وحاول تجاهل الأمر قدر المستطاع كي لا يتهور.
.
.
.
غابت الشمس وراء الأفق، وعم الظلام في الأرجاء معلنًا بداية ليلةٍ طويلةٍ باردة، عيون متلهفة وأخرى قلقة تراقب السماء، ظهر القمر من وراء الجبال بدرًا مكتملًا يشع بنوره وضيائه على الأرض. 

" اقتربا من بعضكما بعضًا فأنتما جزئين منقسمين لطاقة واحدة " هتف بها والتر بجدية.

امتثل إيراكس وبيرال لأمره وجلسا بجانب بعضهما البعض على الأرض الترابية، ينتظران الخسوف الكلي. 

وبالفعل ما هي إلا دقائق ليبدأ اللون الأحمر القاتم بالزحف وتغطية القمر بالكامل، فغاب ضياؤه وعم الأرجاء ظلام الدامس، ارتعدت الكائنات واختبأت المخلوقات الضعيفة من هيئة القمر المظلمة، بينما خرجت الوحوش من أوكارها تبحث عن صيد ثمين تحت ظل القمر الدموي.