(الفصل الثالث والثلاثون)

13.1K 825 164
                                    

تأوهت بألم وهي تشعر بالدوار يلف رأسها بشدة، فتحت عينيها بضعف غير منتبهة لما هي عليه، وحاولت جذب يدها لكنها استشعرت أنها عالقة، توسعت عينيها بصدمة وهي ترى نفسها مقيدة بالسلاسل على حائطٍ صخري.

ما هذا المكان؟ ولمَ أنا مقيدة ؟ تساءلت بضعف وما زال رأسها يؤلمها جراء الضربة القوية التي تلقتها عندما اصطدمت بالأرض، شعرت برأسها ملفوف بقطعة قماش، ورائحة الدماء تفوح منه.

لاحت في رأسها ذكرى سقطوها عن تنينها وقد أدركت أن أحدهم تعرض له، وأنها الآن أسيرة.

نادت بأعلى صوتها " هل من أحدٍ هنا؟ "

جائها صوت رجلٍ وهو يتقدم نحوها قائلًا " لمَ الصراخ يا صغيرة؟ "

احتدت عينيها بضيق وهتفت بحدة " من أنتم؟ ولمَ اختطفتموني؟ وأين ذهبتم بتنيني؟"

قهقه الرجل بخبث وهو يتقدم نحوها وقال بابتسامة سمجة " لا تقلقي لن تطيلي المكوث هنا كثيرًا، فعندما نمسك برفيقك سيتنهي كل شيء سريعًا "

هدر قلبها بقلق على إيراكس من هؤلاء الأشرار، لاحظت تقدم الرجل نحوها وهو يبتسم بخبث، مرر يده الخشنة على خدها فأبعدت رأسها عنه بتقزز، فهتف بخبث " يا لكِ من فتاةٍ جميلة!  "

" ابتعد عني أيها الوغد " أردفت بحدة وهي تجز على أسنانها بغضب.

اتسعت ابتسامة الآخر وقال " لمَ الغضب يا صغيرة؟  سنستمتع كثيرًا معًا "

سحبت الأخرى نفسًا عميقًا ودفعته تجاهه بقوة فارتد الآخر للخلف، ابتسمت بانتصار لأنها استطاعت تسخير الهواء وإبعادهُ عنها ولو قليلًا.

اشتد غضب الآخر واندفع نحوها يهوي على خدها بصفعةٍ قوية دوى صوتها بأرجاء المكان الواسع، ارتسمت أصابعه على خدها الأبيض، صرخت به بغضب جحيمي " أيها الوغد أفلتني لأعلمك كيف تتجرأ وتمد يدك القبيحة عليّ! هيا أفلتني وقاتلني بشرف أيها الحقير "

قهقه الأخر بشدة وأردف " لو لم يكن هنالك أوامر أن لا أمسّك؛ لكنت فعلت الكثير، وأجزم أنه لن يروقك ما أود فعله "

التفت راحلًا عنها، بينما هي غاضبة بشدة وصدرها يعلو ويهبط بانفعال، ووجنتها تشتعل بألم جراء صفعته القوية، حاولت بشتى الطرق أن تخلص نفسها من السلاسل التي تقيدها لكنها كانت قوية جدًا،
وتشعر بها تستنزف طاقتها كلما قاومت! لذلك قررت أن تهدأ وتفكر بحكمة، فلا مجال للخطأ أو الضعف.

فكرت كثيرًا لكنها لم تجد حلًّا أو طريقة تخرجها من هنا، نكست رأسها تنظر للأسفل بخوف، وهي تنتظر مصيرها بين أيدي هؤلاء الغرباء، وعقلها لا ينفك عن التفكير بإيراكس، أيا ترى لاحظ اختفائها؟ أم أنه لا يعلم شيئًا! لكن ماذا عن فيكي؟ كيف هو حاله؟ أأذوه أم هو بخير!

آلاف الأسئلة تدور في خلدها، وكل لحظةٍ تمر، يتفاقم قلقها أكثر وأكثر.

____________________________________

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن