(الفصل التاسع والعشرون)

13K 832 180
                                    


يمشي نحوهما بخطى قوية، عيناه المشتعلة باللون الأصفر مثبتة على رفيقته، حرك جناحيه الضخمين فاستعرا بنيران حارقة، وانتصب فوق رأسه ريش ناري طويل مشكلًا تاجًا من اللهب، تضاعف حجمه وقوة هالته بشكلٍ كبير، ذيله الطويل مغطى بالكامل بنيرانٍ ملتهبة، ريشه استحال للون الأحمر القاني بالكامل، كلما حرك أحد جناحيه اشتعلتا بالنيران كما الحال مع ذيله ذو الريش الساحر، وكأنه توّه خُلق من رماده لكثرة النيران حولَه!

ابتعدت بيرال عدّة خطى للخلف وهي تراه يتقدم نحوها بثبات، لقد كان في السابق ذو ألوان مختلفة ومميزة، لكن ريشه الآن غلب عليه الأحمر الناري فقط، وكم هالها منظر النار حوله، مما بث الهلع في قلبها.

ازدرد والتر رمقه ببطء، وجبينه تصبب عرقًا وهو يرى أندرو الذي تضخم حجمه وتغير لون ريشه وهالته التي أصبحت توازي بقوتها هالة ملك العنقاء، من المؤكد أن طاقة الأسطورة أثرت به ومدته بهذه القوة الهائلة، لقد أضحى الآن لا يقهر! وما زاد خوفه أن لا يقدر إيراكس التحكم به، لأنه إذ فقد السيطرة عليه سيعيث فسادًا في كل مكان.

ناداه والتر بجدية عندما رآه يقترب من بيرال المرعوبة" أندرو توقف عندك، إياك وأذيتها " أكمل محذرًا، لكن الآخر لم يأبه بكلامه

استجمعت بيرال شجاعتها الزائفة ووقفت مكانها بثبات، ستادفع عن نفسها إذ حاول أذيتها أو ما شابه، شكلت بين يديها الماء والساعقة متأهبة لأي هجوم من هذا العنقاء الضخم، لكن الآخر اقترب منها أكثر ووقف أمامها يحدق بها بأعينه الثاقبة، مد جناحه الناري ولفّه حولها، حاولت هي قذفه بالماء والساعقة وإبعاده عنها لكنه لم يتأثر أبدًا بذلك، ضمها بجناحه الضخم وقذف بها فوق ظهره.

رفف بجناحيه مثيرًا زوبعةً من اللهب الحارق حوله، وانطلق بسرعة البرق محطمًا حاجز الطاقة السحري، متجهًا لكبد السماء، أطلق صرخةً قويةً اهتزت لها الجبال، صرخت بيرال هلعًا وهي تتشبث بيرشه بإحكام، لكن مع هذه السرعة الخارقة، لم تستطع الثبات وسقطت عن ظهره هاويةً نحو الأسفل وهي تصرخ مذعورة، لكن الآخر أدرك ذلك وانطلق نحوها ليصبح أسفلها بلمحة عين.

سقطت على ظهره متأوهةً بألم وكأن عظامها حُطمت فوق هذا الجسد الصلب كالصخر، اعتدلت بجلستها تمسك بريشه الطويل، بعد أن خفف سرعته محلقًا بين الغيوم بهدوء.

ضربت الأخرى ظهره بقبضتها وهي تصرخ بغيظ " أنزلني أيها الغبي، كدت أموت اليوم بسببك، هيا أنزلني يا كتلة الريش المشتعلة! "

لكنه بقي يحلق مرفرفًا بجناحيه الطويلين غير آبه بصراخها الغاضب، مما زادها غضبًا! أشعلت يديها بالماء والساعقة وصرخت تهدده وعيناها تستعر غضبًا منه" إما أن تنزلني أو أطعنك بظهرك أيها الأحمق"

اشتعلت أجنحته وذيله بنارٍ قاتمة قوية، وكأنه ينذرها بجحيم غضبه من تماديها معه، وانطلق بقوة نحو أحد الجبال المرتفعة، حط فوقه بهدوء عكس سرعته تو، قذها بجناحه أرضًا مغتاظًا منها.

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن