(الفصل الرابع عشر)

14.2K 838 115
                                    


لا زالوا يواصلون مسيرتهم في الغابة الميتة، بدأ الفجر يشق طريقه في السماء، القرص الذهبي على وشك الظهور، وصلوا أمام كهفٍ صغير، فقرروا الاستراحة فيه نهارًا، ويتابعوا سيرهم في الليل، دخلوا الكهف يتفحصوه ويستكشفوا داخله إذ كان آمنًا.

بعد أن تأكدوا خلّوه من الحيوانات المفترسة أو أحد الوحوش، حطوا رحالهم وجلسوا يريحون أجسادهم، ويتناولون طعامهم، أخرجت صوفي بعض ثمار الفاكهة من حقيبتها، ووضعت ليان بجانبها بعضًا من قطع الخبز، بينما بيرال أخرجت قارورتين من الماء النظيف، وعلبةً وضع فيها القليل من الطعام المطهو، وشرعن في تناول الطعام.

تنهد ليو وهو يخرج من حقيبته كيسين من الدماء، نظر نحو كيڤن وهو يناوله أحد الأكياس وأردف قائلاً" تجربع واحدًا منها "

نظر له كيڤن وأومأ بصمت، أخد الكيس من يده وتجرعه بسرعة وليو فعل المثل، كون الدماء هي التي تمدهم بالطاقة، ولا يستطيعون الاستغناء عنها وإلا فقدوا طاقتهم وقوتهم.

أنهى الجميع طعامه وتتمددوا على الأرضية الصخرية ينالون قِسطًا من الراحة، ينتظرون مضيّ النهار وغياب الشمس

تحدثت ليان تسأل بيرال وهي تضيق عينيها بفضول" لم تسنح لي الفرصة لسؤالك عن قلادتك التي ترتدينها حول عنقك، ومن أين لها القوة التي تحملها؟ "

توترت الأخرى من سؤالها، ومن أزواج الأعين التي توجهت ناحيتها، ترغب بجوابٍ يشبع فضولهم، تنظر إلى كل شيء في الكهف عدا وجوههم، تلعثمت وهي تجيبها" إنها... إنها إرثٌ من العائلة، أعطاني إيها والدي قبل مجيئي إلى المدرسة"

عقد كيڤن حاجبيه بتفكيرٍ، وأردف بعدها ساخرًا" أنتِ حتى لم تقولي لنا ما نوعك من المخلوقات! فنحن لم نشاهد مثلك من قبل، حتى قوتك التي تملكينها ليست عند أحد من المخلوقات المعروفة "

وافقه ليو بإيماءة من رأسه وهو يتطلع إليها بشكٍ، لأنها لم تُفصح بالكثير عنها مثل ما فعلوا هم.

توترت أكثر بعد فتحهم لهذا الموضوع التي حاولت مِرارًا وتكرارًا التهرب منه، وفي أغلب الأحيان كانت تنقذها يوجين من أسئلتهم الفضولية نحوها، أمّا الآن فهي في موقف لا تحسد عليه.

استقامت متهربة من وابل الأسئلة التي قد تواجهها ،نظرت لهم وهي تفرك يديها قائلة بتوتر" سأذهب للتجول قليلاً علّي أجدُ بعض الطعام أو الفاكهة، لأن مَؤنتنا نفذت" وبدأت تجهز حقيبتها

هز كيڤن رأسه بابتسامته الساخرة، من تهربها من إجابتهم، وقرر أن لا يضغط عليها أكثر، إذ لم ترغب بالخوض في هذا الموضوع.

استقامت صوفي وليان أيضًا وأردفت صوفي
" سنذهب معكِ أنا وليان للبحث عن الطعام"

تحدث ليو بضيق "لا تذهبن الآن قد تتعرضن للخطر أو يهاجمكن أحد الوحوش، فالغابة تبدو خطرة وموحشة"

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن