لا يزال واقفًا بصدمة ينظر إليها وهي جالسة فوق صخرةٍ كبيرةٍ تعزف لحنًا هادئ، لم تنتبه بعد لوجوده
عيناهُ تشعان باللون الأحمر، ذئبه يحارب للتحكم به كي يقترب منها لكنه لم يسمح له دفعه لموخرة رأسه، وما يزال ينظر إليها من بعيد وهي توليه ظهرها، تقدم بحذر كي لا يخيفها.لكن رائحتها غريبة وجميلة في آنٍ واحد، لم يشمّ مثلها من قبل! ليست بشرية ولا مستذئبة! ولا من الكائنات الأخرى التي يعرفها، حسنًا إذْا! من تكون يا ترى؟ تردد هذا السؤال في ذهنه بينما يقف خلفها يستمع للحنها الساحر، ويستنشق عبق رائحتها المُسكرة.
توقفت عن العزف! لقد أحست بتواجده التفت للوراء لكي ترى من يراقبها ووقفت تحدق به بصدمة وهو كذلك عيناه بدأت بالتوهج أكثر ذئبه يعوي بسعادة لأنه أخيرًا وجد رفيقته، يحثه على الاقتراب منها وأخذها بين أحضانه.
لكنه لم يفعل هو ما زال لا يعرف من تكون، وقف ينظر نحوها وملامحه هادئة نوعًا ما باستثناء عيناه الحمراوين المشعة، هي تبدو خائفة لكنها تحاول أن تخفي خوفها وتقف أمامه بصلابة زائفة.
____________________________________بيرال
ركبت على ظهر تنيني فيكي وانطلقنا نجوب السماء باتجاه الغابات فقد مللت من البحر أريد أن أرى شيئًا جديدًا.
آمل أن لا يكتشف أحد مغادرتي من القصر!
بقينا نحلق في السماء، وأنا أضحك بمرح فكم أحب الطيران على ظهر فيكي، أنه لأمرٌ مُسلٍ جدًا أن تطير بين الغيوم وترى البحرَ من ارتفاعٍ عالٍ.وصلنا بعد برهة من الزمن لم تكن المسافة طويلة لأن تنيني سريعٌ جداً، نزلت في وسط الغابة، عاد فيكي الى شكله الطبيعي ووقف على كتفي كعادته.
بدأت المشي واستكشاف المكان الذي أنا فيه، أركض بسعادة، أقفز هنا وهناك، كطفلة في العاشرة من عمرها، الغابة واسعة مظلمة لكنني أرها بوضوح فنظرنا الحاد وطبيعتنا تخّول لنا الرؤية في الظلام.
لا أستطيع التصرف في المملكة على طبيعتي كوني أميرة يجب أن أُحسن التصرف، وأكون لبقة وكثير من الكلام الأحمق والممل الذي تلقيه على مسامعي تارا كل يوم.
انتبهت أني وصلت أمام تلةٍ مرتفعة، تسلقتها وجلستُ على صخرةٍ كبيرةٍ أتأمل الغابة البديعة، وأُرهفُ السمع لأصوات الحشرات الكثيرة.
أخرجت نايي من جيبي وبدأت العزف بلحن جميل، وأغمضت عيني مع اللحن الذي يحرك داخلي أحاسيس جميلة ويشعرني بالراحة والسكينة،
بينما كنت شاردة في عالمي اللطيف، سمعت زمجرة الصغير فيكي، يبدو أن أحدهم هنا، استقمت بسرعةٍ والتفت لأرى من خلفي، اتسعت عيناي ببعض القلق وأنا أرى هذا الغريب الواقف يحدق بي بصمت.
عيناه تشعان باللون الأحمر، أحسست بضربات قلبي تتسارع بريبة، حاولت أن أستجمع رباطة جأشي والتحلي بالقوة، فسألته بعد فترة وجيزة من تبادل النظرات بيننا "من أنت! وماذا تريد؟ "

أنت تقرأ
لؤلؤة البحر (رباط)
Übernatürlichesرواية تجمع شخصيتين مختلفتين من عالمين مختلفين، ربطهما القدر برابطة متينة وجعلهما جزءًا من حكاية تحمل في طياتها الكثير من المغامرات المشوّقة. لكن... هل يستمر السلام دومًا؟ أم تعود الحروب مجددًا؟ وماذا إذ كانا جزءًا من أسطورة عظيمة خبأها لهما القدر؟...