(الفصل الثالث والعشرون)

14.2K 836 205
                                    


إيلا

داعب نسيم الليل البارد وجنتاي وخصلات شعري، بينما أمدد جسدي على الأرضية الصلبة، أحدق في السماء الحالكة ذات النجوم الكثيرة التي تشكل لوحة جميلة، لقد مرّ على غياب إيراكس أكثر من عشرة أيام، اشتقت له، إنها أول مرة يترك القطيع كل هذه المدة، ورغم ذلك لست قلقة عليه، أعلم جيدًا أنه قوي ولا يخشى شيء.

تنهدت ببطء وهمست بخفوت لإيما التي تتمدد بجانبي على سطح منزل المجموعة " اشتقت لأخي "

همهمات صدرت منها لتقول " وأنا كذلك، لقد طال غيابه "

أومأت لها وأردفت وأنا أستدير على جنبي ناحيتها " كيف حالك أنت وبيتر؟ "

ابتسامة حالمة نمت على شفتيها وهي تسدل جفنيها بحب " إنه رائع إيلا، نحن متفقان للغاية "

همهمت لها بينما سألتها السؤال الذي يدور في ذهني " هل ستنتقلين للعيش معه، أم ماذا! "

حمرةٌ خفيفة اكتسحت خديها وابتسامتها الخجلة اتسعت أكثر وأجابت" لقد طلب الزواج مني بالفعل "

استقمت مكاني بصدمة وهتفت بها بصوت عالي وأنا أضع يدي على خصري بغيظ " ولمَ لم تخبريني بذلك؟ إلى متى تنوين إخفاء هذا الأمر الجلل عني "

قهقهت بمرح وهتفت وهي تعدل في جلستها وتربع قدميها " لا أنوي إخفاء الأمر أختي، لقد طلب ذلك اليوم، ولم تسنح لي فرصةٌ مناسبة لإخبارك! "

نفخت خداي بغيظ منها ومن حجتها الواهنة، لكنني سرعان ما عاودت الابتسام بعدها بسعادة وهتفت بحماس " وما هو رأيك؟ هل أخبرته به؟ بماذا أجبته! وما ردة فعله؟ هيا تكلمي أختي"

هزت كتفيها بقلة حيلة من عادتي الدائمة بطرح الأسئلة متوالية دون أن أترك لها فرصة للرد، وهتفت بحنق " خففي من فضولك وحماسك أختي وإلا سيودي بك للمشاكل، ولا لم أخبره بجوابي بعد، لقد قلت له أنني سأنتظر عودة إيراكس وبعدها نناقش أمر الزواج، أظنه أحبط قليلًا من جوابي ،لكنه تفهم الأمر في النهاية ووافق على ذلك "

ضربت كتفها بمرح وأردفت وأنا أغمز لها بخبث " كفي عن المماطلة أختي، واضح من عينيك التين تشعان سعادةً أنك قبلتِ بكل تأكيد ، لذلك أخبريه بموافقتك من المؤكد أنه ينتظر جوابك على أحر من الجمر "

قهقهت بخجل وأردفت وهي تمسد مكان ضربتي" نعم موافقة بكل تأكيد، ولا تنسي أنه رفيقي بالنهاية روحي معلقة فيه، ولكم يسعدني أنه لم يرفض علاقتنا، كوني هجينة وهو ساحر، ومع ذلك سأنتظر عودة شقيقي لأخبره بالأمر، لا أريد أن أقدم على أي خطوة من دون مشورته ورأيه "

أومأت لها بنعم، بالفعل كلامها سليم، هو شقيقنا وولي أمرنا والمسؤول عن كل ما يخصنا، لطالما كانت أختي ذات عقلٍ راجح منذ الصغر تفكر في عواقب الأمور وتتخذ القرارات بروية وحذر، على عكسي تمامًا فأنا متهورة وسريعة التصرف، وأفعالي المتسرعة دومًا ما تجلب لي المشاكل والعقاب.

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن