(الفصل الثاني عشر)

13.3K 866 146
                                    


انتفض الجميع هلعين من صراخها، واتخذوا مواقعهم مستعدين لأي هجومٍ مباغت، وإذ بثعبانٍ ضخمٍ يخرج من وسط البحيرة، له رأسان كبيران، وعيون صفراء مشعة، أنيابه تقطرٌ سمًّا رائحته قوية.

ذُهلوا من هول ما يروه إن حجمه ضخم، صاحت بهم صوفي قائلة" انظروا يا رفاق، إن الجوهرة ملعقة بأحد الرؤوس" نظروا بدقة وإذ بها تلمع بتوهجٍ أزرق خافتْ

هتفت بهم بيرال وهي تتقدم باتجاهه" هيا لنقتله بسرعة" امتثلوا لقولها وبدأ الهجوم عليه

تمتم ليان إحدى تعاويذها وإذ بطاقةٍ خضراء تتشكل حوله" وجهت حديثها إلى رفاقها " لقد قيدت حركته، ابدأوا مهاجمته"

سحب كيڤين سيفًا كان معلقًا بخصره، يتوهج بلونٍ وطاقةٍ سوداء قاتمة، واتجه راكضًا بسرعةٍ قصوة نحو الثعبان الضخم، ضربه بالسيف لكنه ارتدد بقوة إلى الأرض، ولم يستطع حتى خدشه! صدم من قساوة جلده وكأنه فولاذٌ وليس جلدًا!

شكلت بيرال سهمين كهربائيين بين يديها واتجهت له بسرعة، ضربته بالسهمين لكنه لم يتأثر أبدًا، حاولت عدة مراتٍ لكن لا فائدة، ووقفت تلطقت أنفاسها المنهكة.

نظرت لهم صوفي وتقدمت بدورها نحو الثعبان، ووضعت يديها أمامها بشكلٍ موازي، وصرخت بقوة بموجاتها الصوتية لكنه لم يتأثر كذلك، أعادت الصراخ بشكلٍ أقوة ولكن لا فائدة! حتى تعبت حنجرتها من الصراخ، وجثت على ركبتيها تعبة.

كسر الثعبان التعويذة وهجم باتجاه صوفي، لكن كيڤين استطاع إيقافة باللحظة المناسبة وهو يضع السيف بين نابيه اللذين يقطران سماً أصفر، وإذ بالرأس الآخر يباغته بهجومٍ من الخلف، أودى به بعيدًا عدةً أمتارٍ، هرعت له صوفي تطمئن إذ كان بخير أو أصابه مكروه، لكنه استقام سريعًا بوجهٍ مليءٌ بالخدوش والجروح، سرعان ما امتثلت للشفاء، وهذه إحدى قدراته الشيطانية.

ما زال الثعبان يهاجمهم وهم فقط يراوغونه ويتصدون لهجماته وقد أصابهم عدة إصاباتٍ طفيفة، صاح ليو قائلاً بصوتٍ متهدجٍ من تعب الركض والمرواغة " هذا لا ينفع يجب أن نفعل شيئًا قبل أن يقضى علينا"

وافقته ليان وهي تزفر أنفاسها المتعبة " معك حقٌ ليو"

نظرت بيرال تجاههم وهي تفكر في حلٍ للقضاء عليه، وإذ بالثعبان ذو الرأسين ينقض عليها بسرعةٍ شديدة، صرخ كيڤن بخوف، منبهاً إياها " بيرال، خلفك! "

استدارت بيرال وتوسعت عيناها بصدمة وخوف وهي تراه يشهر عن أنيابه الطويلة منقضًا عليها، وضعت يديها على وجهها كردة فعلٍ لهجومه...

______________________________________

تجلس أمام المرآة تمشط شعرها، دخلت إيلا كعادتها دون استأذان، ووقفت تنظر لها تتفحصها وبعد برهة من الصمت، سألتها إيلا بحاحب مرفوع" ماذا هناك؟"

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن