إيما
نمشي أنا وتوأمي باتجاه ساحة التدريب، سنقوم ببعض التمارين للأطفال، أمسكت شعري البني ورفعته بشكل كعكة كي لا يزعجني أثناء التمرين، صحيح أنا وإيلا توأم لكننا لا نشبه بعضنا فهي تمتلك شعرًا أسودَ حالك وعينان بنيتان، وأنا شعري بني وعيناي سوداوان، نختلف حتى بطريقة التفكير.وصلنا للساحة، كان الأطفال جالسين بانتظارنا، هتفت بهم إيلا بصوت عالي" هيا، اصطفوا بانتظام لنبدأ التدريب "
أكملت عنها قائلةً بحزم " سنبدأ أولاً بالجري كي تتنشطوا قليلاً وتبددوا هذا الكسل" تأففوا بضيق من تمرين الجري الصباحي، ولم يبرحوا مكانهم.
عقدت حاجبي بانزعاج وأردفت بضيق" هيا، ألم تسمعوا! فلتبدأوا الجري وإلا عاقبتكم! "
رأيت الخوف على محياهم بعد ذكر العقاب ، فبدأوا مسرعين بالجري عدة دورات حول ساحة التدريب.
سمعت قهقهة إيلا بجانبي، نظرت لها بحاجبٍ مرفوع، أجابتني قائلة" لم أكن أعلم أنك قاسية أختي، لقد أخفتهم فعلاً"
ابتسمت لها وأردفت" لم أقسُ عليهم، إنه تهديدٌ صغير لا غير، فلم أكن لأعاقبهم البتة، ما زالوا صغارًا على العقاب" أومأت لي برأسها متفهمة وعادت بأنظارها تراقب الأطفال.
بعد مدة طويلة من التدريبات القتالية الشاقة، عدت إلى غرفتي أخذت حمامًا أُزيل به العرق والأتربة عن جسدي، خرجت أرتدي بنطالاً أسود وقميصًا أبيض
ووقفت أمام المرآة أسرح شعري، رفعته على شكل ذيل حصان، وارتديت القلادة التي اشتريتها من المتجر، نظرت لانعاكسي في المرآة بابتسامة راضية
خرجت أمشي باتجاه غرفة إيلا أخبرها بخروجي، طرقت الباب، أستأذنها الدخول، سمعت صوتها يسمحي لي ، دخلت ورأيتها تمشط شعرها المبلل.
حدثتها قائلة بجدية" سأذهب إلى خالي والتر كي أتابع التدريب على تعويذة الانتقال، هل ترغبين بالذهاب معي؟ "
تنهدت بتعب وأجابت " كلا عزيزتي، إنني متعبة اذهبي وحدك"
أومأت لها والتفت للخروج ، سمعتها تخبرني بأن أنتبه لنفسي ، لوحت لها وخرجت من الغرفة كي أذهب إلى خالي، فهو يدربني على السحر والتعاويذ، يقطن في كوخٍ كبيرٍ بالغابة، مع أنه ملك السحرة لكنه يكره القصور والبيوت الكبيرة، يفضل أن يبقى وحده.
ويذهب إلى مملكة السحر عندما يحتاجونه فقط أو عند الاجتماعات الطارئة، لديه نائبٌ موثوقٌ يحل مكانه عند غيابه.
عبرت حدود المجموعة باتجاه منزله، وبعد برهة من المشي المتواصل بين الأشجار والحشائش، وصلت أمام الكوخ ووقفت أنظر له من بعيد.
من عادة خالي أن يبقى جالسًا في حديقته يحتسي شاي الأعشاب، لكن الآن يبدو أن لا أحد في المنزل، اقتربت كي أطرق الباب، وعندما مددت يدي إذ به يفتح، وقابلتني عينان خضروان تنظران إلي بتعجب، وشفتان ورديتان ترسمان ابتسامةً جميلة، ترتسم حولهما ذقنٌ حادة.
أنت تقرأ
لؤلؤة البحر (رباط)
Paranormalرواية تجمع شخصيتين مختلفتين من عالمين مختلفين، ربطهما القدر برابطة متينة وجعلهما جزءًا من حكاية تحمل في طياتها الكثير من المغامرات المشوّقة. لكن... هل يستمر السلام دومًا؟ أم تعود الحروب مجددًا؟ وماذا إذ كانا جزءًا من أسطورة عظيمة خبأها لهما القدر؟...