(الفصل الرابع والثلاثون)

12.5K 817 129
                                    

اقترب من شفتيها وهمس بنبرة عاشقة متيمة " ماذا تفعلين بي! "

اكتسحت الحمرة المغرية وجنتيها وسائر وجهها فهمست باسمه خجلة عله يستفيق، لكن الآخر اقترب أكثل ينهل من شفتيها ويقبلها قبلًا رقيقةً مشبعة بالمشاعر التي تختلج صدره.

سكنت بيرال بين يديه تغمض عينيها ووجيب قلبها يعلو، مشتتة من هذه المشاعر الجميلة التي راودتها آن ذاك، ليذوب جليد قلبها كاملًا أمام مشاعره.

ابتعد الآخر عنها ليراها مغمضة العينين وجنتيها تكاد تنفجر من الحمرة، أثاره ذلك المشهد فعاد يعانق شفتيها مراتٍ عدة بقبل كثيرة، حتى روى ظمأه، ابتعد أخيرًا كي لا يتهور معها ويفعل ما لا تحمد عقباه، فهو بالكاد يسيطر على نفسه أمامها.

ابتسم إيراكس حين رأى تأثيره الطاغي عليها، أما بيرال فلعنت نفسها على استسلامها له، بل إنها استمتعت بذلك القرب وشعرت بالإمان في ظل حضوره.

همست بخفوت بعد أن استعادت أنفاسها المقطوعة
" أسفة "

همهم الآخر قائلًا  هو يستند بجبينه على جبينها" لمَ؟ "

أجابت بندم وحزن " على كلماتي الجارحة التي قلتها لك في الغابة "

ابتسم إيراكس بهيام وأردف بخفوت " لا أذكرها، لقد دفنتها في مكانها ذلك اليوم "

ابتسمت برتياح وهمست " شكرًا لكَ "

لكن الآخر فاجأها قائلًا ببحة رجولية مغرية " أحبك "

تجمد جسدها بين يديه وكلماته تترد على مسامعها كسينفونية هادئة جميلة، شلّ عقلها عن التفكير، وعجز لسانها عن الرد، نعم تستشعر حبه دائمًا، لكن اعترافه بمشاعره أمامها شيء لم تتوقعه البتة!

لاحظ إيراكس ترددها وصمتها المتفاجئ فهتف برزانة " لا أريد منكِ أي رد، بل فقط أطلب فرصةً لعلاقتنا معًا، وأعدك أنني لن أخيب ظنك "

ابتسمت الأخرى بخجل ولا تدري ما سبب الابتسامة هذه، لكنها أومأت بصمت وابتعدت عنه، تداري ضربات قلبها المتسارعة.

ابتسم إيراكس وكاد قلبه يطير فرحًا لأن محبوبته وثقت به وأعطته فرصًا ليبرهن عن حبه الكبير لها.

عادا أدراجهما إلى مجموعة مع بزوغ فجر يومٍ جميل، يحمل بين طياته الكثير من المفاجأت.

______________________________________

بيرال

استيقظت أفرك عيني بنعاس لا أدري ما الوقت الآن، فأنا لم أنم البارحة سوى فجرًا.

استقمت من السرير وأخذت منشفتي، أذهب نحو الحمام بخطى متكاسلة، أنهيت حمامي سريعًا، وارتديت بنطالًا قماشيًا ثقيلًا وكنزة صوفية بيضاء اللون وفوقها سترة ثقيلة ذات لون أزرق جذاب، فالجو بالخارح باردٌ كثيرًا.

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن