(الفصل الثاني والعشرون)

13.5K 873 168
                                    

انتفضت بيرال على صوت أبيها وهو يضرب الطاولة التي أمامه ويهتف بغضب " تبًا لهم جميعًا، اللعنة على كل شيء "
استقام وخرج مسرعًا من الغرفة علّه يتدارك غضبه وضيقه.

تنهدت الأخرى بتعب لا تعرف ماذا تفعل إنها واقعة بين نارين، من جهة والدها وإخفاؤه عنها أمر الأسطورة برمته، ومن جهة أخرى الآلهة وقرارهم بجعلها جزء منها ورفيقةً لمستذئب

اقتربت منها يوجين تربت على كتفها بعطف وتُحدثت بحنانٍ ظاهر في عينيها" اسمعي ابنتي قرار الآلهة صائبٌ، أنتما تشكلان ثنائيًا رائعًا وقويًا ، بجب أن تعلمي أن هذا الوحش قتل كثيرًا من الأبرياء وامتص طاقتهم لتزداد طاقته أضعافًا مضاعفة، وحان الوقت ليضعوا حدًا له ويخلصوا العالم من شروره، والآلهة تضع ثقتها بكما كما أنهم منحوكما قوتًا كبيرة يجدر بكِ أن تكوني أقوى وتتقبلي الأمر الواقع"

صمتت قليلًا ترى ردة فعل الأخرى على حديثها إلا أن بيرال بقيت صامتة شاردة في الفراغ ة، تنهدت يوجين وهي تدلك جبينها واستأنف حديثها الحاني قائلة " إذ لم تكن لديك رغبةٌ بالبقاء مع رفيقك، تستطيعن رفضه لكن بعد أن تنجزوا مهمتكم، ومن يدري قد تحبينه في هذه الأثناء "

جذب انتباه الأخرى كلمة 'رفضه' لتسأل يوجين بعد أن قطبت جبينها بتفكير " هل أستطيع رفضه متى شئت معلمتي؟ "

أومأت الأخرى موافقة وأردفت " نعم صغيرتي، في نظامهم إن لم يقبل الرفيق برفيقه الآخر، له الحق في رفضه، لكن احذري، إن فعلتي ذلك قد يموت رفيقك من شدة ألم تحطم الرابطة بينكما "

أومأت الأخرى بصمت وهتفت بعد أن استقامت واقفة " سأذهب الآن لتوديع أصدقائي وأحزم أمتعتي " وخرجت بعدها دون أن تنتظر ردها وفي ذهنها يدور كلام يوجين عن الرفض.

توجهت إلى غرفة صديقتها وطرقت الباب، سمعت صوت صوفي يأذن بالدخول، دلفت إلى الداخل لتجدهم مجتمعين جميعًا ما عدا كيڤن، جلست جانب ليان على السرير بوجه متجهم وفكرٍ شارد.

هتفت بها صوفي بحزن " هل سترحلين بيرال؟ "

أومأت بيرال وأردفت بخفوت " لم أرد ذلك، لكن الظروف تجبرني على الرحيل مع ذلك الغبي رفيقي "

قهقه ليو وقال "لمَ الحزن يا فتاة ؟ ها قد وجدت شريك حياتك إنه شاب وسيم "

قذفت بيرال الوسادة على وجهه فتفاداها بخفة وأردفت بغيظ "ومن قال أنني أريد واحدً، فليذهب للجحيم ، لن أقبل به لكنني مجبرة "

تذمر الآخر وأردف " لو أنني مكانك لكنت فرحت بكوني جزءًا من أسطورة عظيمة، فهذه الأسطورة تناقلتها الأجيال منذ زمن، لم أكن لأصدق بها لو أنني لم أسمع حديثكم مع العم ميغان "

أشاحت بيرال وجهها عنه ولم ترد، بينما تحدثت ليان ودموعها مترقرقة في مقلتيها " سنفتقدك صديقتي، لقد قضينا أيامًا جميلة  لا أصدق أنك سترحيلن ولن نراكِ مرة أخرى "

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن