اتسعت ابتسامته الخبيثة وقال بتلاعب يريد إحراجها
" ألن تتحدّثي إلى رفيقك إيما؟"فتحت عينيها بصدمة وزحفت حمرة الخجل إلى خديها وأردفت بتلعثم وتوتر" كيف عرفت ذلك؟"
صدح صوت ضحكته الرنانة بأرجاء الغرفة وأردف بخبث" اذهبي وانظري إلى المرآة سترين أن عينيكِ تشع باللون الأصفر الخافت، وهذا دليل كافٍ لأعرف أن ذئبتك تجاهد للسيطرة والتعرف على رفيقها، أليس كذلك؟" أنهى حديثه وهو يغمز لها وابتسامته الخبيثة اتسعت بعد أن تصبغ وجهها بحمرة الخجل والغضب من حديثه بهذه الأمور الخاصة، حتى قبل أن تعترف لرفيقها بذلك!
نظر لها بيتر ولمعت عيناه الخضراء، لقد أصاب حدسه إذن، منذ أن رآها عرف على الفور أنه رفيقها الروحي، فهو ساحرٌ ذو كفاءة عالية، والساعد الأيمن لوالتر ملك السحرة، استطاع تمييز ذلك منذ أول لقاء لهما، فقد انتبه لعينيها المشعة من البداية، لكنه انتظر أن تصارحه هي بذلك، وحسب معرفته القوية عن المستذئبين فهم لا يطيقون البعد عن رفاقهم أبدًا.
تفحص وجهها الملطخ بالاحمرار مما زاد جمالها أكثر، فقد بدت بريئة جدًا وهي خجلة هكذا.
تحدث بمرح مزيلاً هذا الجو المتوتر الذي ساد" ما بكِ يا فتاة! لمَ كل هذا الخجل والإحراج؟ لا عليكِ لن أرفض كل هذا الجمال القابع أمامي، أعدك سأحافظ عليه جيدًا" أتبع ذلك بغمزة من عينه وابتسامة متلاعبة وشقية ارتسمت على ثغره.
نظرت له بغيظ وحنق من جرأته ووقاحته وأردفت" لن أنتظر أن ترفضني، سأفعل هذا بنفسي"
وخرجت مسرعًا من الغرفة يتآكلها الغضب من خالها، لأنه فضح سرها أمام رفيقها، هو دومًا ما يحب استفزاز الآخرين والاستمتاع بغضبهم، وخاصة المستذئبين كونهم سريعي الغضب والحنق.
______________________________________
أخذ يمشي بهدوء شاردًا بين الأشجار الكبيرة التي تحجب ضوء القمر، تنهدَ من حاله الذي وصل إليه، لقد أتعبه البحث عنها كل يوم، ماذا عليه أن يفعل؟ تساءل في قرارة نفسه، هل يقف مكتوف اليدين ينتظر معجزة من السماء تجمعه بها؟ أم يستمر في البحث عنها! لقد مضى أكثر من شهر ، ولا شيء جديد...
جلس بتعب فوق التلة التي التقاها بها أول مرة، لقد سئم من الوضع الذي وصل إليه، لمَ الحياة قاسية عليه إلى هذا الحد؟
بالبداية رحيل المرأة التي اعتبرها بمثابة والدته، لقد كانت تغدقه بالحب والحنان الكبيرين، رغم قساوة والده الذي رغب منه أن يكون شديدًا قويًا، كي يستلم زمام المجموعة من بعده، إلا أن اللونا كانت تعوضه عن كل شيء هو وأختيه، لم تشعره يومًا أنه يتيم الأم، بل كانت الأم والأخت والصديقة الطيبة التي تقف بجانبه وتسانده.
ويا للسخرية! لقد تركته والدته الحقيقية وهو صغير، لم تسأل عنه، لقد علم عندما كبر أنها ما تزال حية، لكن بكل بساطة استغنت عنه! تركته وهي التي حملته في رحمها شهورًا، فضلت العيش في مملكتها عوضًا عن أن تربيه وتبقى بجانبه، هل يعقل أن توجد أم بهذه القسوة!

أنت تقرأ
لؤلؤة البحر (رباط)
Fantastiqueرواية تجمع شخصيتين مختلفتين من عالمين مختلفين، ربطهما القدر برابطة متينة وجعلهما جزءًا من حكاية تحمل في طياتها الكثير من المغامرات المشوّقة. لكن... هل يستمر السلام دومًا؟ أم تعود الحروب مجددًا؟ وماذا إذ كانا جزءًا من أسطورة عظيمة خبأها لهما القدر؟...