(الفصل الواحد والثلاثون)

12.5K 799 157
                                    

ابتعلت غصة عالقة في حلقي وهتفت بجدية محدثةً إيراكس الذي يسير جانبي" الليلة بعد التدريب أريد الذهاب لرؤية أبي "

تيبست أقدامه مكانها دون حراك، والتف نحوي إذ كان يسبقني بخطوتين، والاستغراب ارتُسم على وجهه، ليهتف مقتضِبًا " لمَ؟ "

هززت كتفاي بعدم اهتمام وأردفت ببساطة " ليس لسبب محدد، كل مافي الأمر أنني اشتقت له "

رفع حاجبه بعدم تصديق وأردف بهدوء " لم يمر شهر على تواجدك هنا، أبهذه السرعة اشتقت له! "

زفرت أنفاسي بضيق، ما شأنه هو؟ أردفت بحدة لكن بصوت منخفض ينافي رغبتي القوية بالصراخ في وجهه " أنا أعلمك بالأمر لا أخذ إذنك حضرة الألفا، فأنا حرة أفعل ما أشاء "

وتابعت سيري غير عابئة بوجهه الذي تجهم وعيناه التي احتدت بغضب، وإذ به يجذبني من رسغي بقبضته القوية وتحدث بسخط وهو يجز على أسنانه" ما خطبك هذه الأيام بحقك الآله؟ "

خطبي!! أنا نفسي لا أعرف ما بي! الغضب والحزن والضيق ومشاعرٌ أخرى كثيرة تتملكني كل ساعة لأصبح شخصية متقلبة المزاج بشكلٍ مستفز، هذه ليست أنا! لم أكُ كذلك يومًا، هذه ليست سجيتي! أنا بالكاد أعرف نفسي، تنهدت بتعب وشردت بعيدًا عن عينيه المترقبة وهمست بهدوء " لا شيء، دعنا نكمل السير فقد تأخرنا "

سحبت رسغي من يده بهدوء وكدت أتابع خطواتي بالغابة، لكنه عاود جذبي نحوه وأردف بحدة " أتظنيني أبله لم ألحظ أنكِ وأختيّ لا تتحدثن مع بعضكنّ، ماذا يجري بينكن؟ أريد أن أعرف حالًا "

حاولت كتم غضبي قدر المستطاع لكنني لم أستطع  وانفجرت بوجهه صارخةً بغضب " كله بسببك، بسبب علامتك التي على عنقي، وبسبب نظام الرفقاء الغبي الذي قُيُضتُ به، وبسبب هذه الأسطورة التي بت أكرهها قبل أن أخوض غمارها وأتعرف على ماهيتها، عرفت الآن ما بي؟ منذ رأيتك وحياتي أضحت جحيمًا لا تطاق، أنتظر اليوم الذي أرحل به من هنا بفارغ الصبر كي أتخلص من هذه اللعنة التي حلت علي "

أخذت ألهث بتعب بعد حديثي المتهور، وصدري يعلو ويهبط من فرط اللانفعال

لأمسح عيناي بغضب وسخط على هذه الدموع اللعينة التي تفضح ضعفي دومًا، نظرت نحوه لأجده متصلبًا مكانه بأعين جاحظة، أشحت وجهي عنه بشهقاتٍ باكية متعبة، لمعة الحزن وخيبة الأمل بدت واضحةً في عينيه

تعالَ بكائي بالمكان وجلست أرضًا بحزن، انفجرت بوجه بكلماتٍ جارحة، لا أصدق أنني قلت ذلك!

ضممت ركبتاي إلى صدري بحزن ووجعٌ تفاقم أكثر في صدري بدل أن يرتاح قلبي بعد هذه الكلمات السامة التي خرجت من فمي، لقد تحملت أكثر مما أستطيع، لكنني لم أرد أن أقول ذلك، أقسم أنني لم أقصد ذلك!

لا يزال يقف مكانه دون حراك، قبضتيه مشدوتان بجانبيه حتى ابيضت مفاصلهما، وقفت بسرعة وبغضب من نفسي على كلماتي الغبية التي قلتها بلحظة غضب، تشدقت مسرعةً أريد أن أعتذر عن ما سببته " لم أقصد ما قلت أنا … "

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن