يهرول بين الأشجار مستمتعًا بصوت نبضات قلبها وهي غافلةٌ فوق ظهره، وصل بعد مدةٍ قصيرة وكم تمنى أن تطول أكثر رغم تعبه، علّه ينعم بالمزيد من قربها الجميل وإحساسه بجسدها الدافئ،
دخل حدود مجموعته يمشي بهدوء، استقبله الحراس مُحنين رؤوسهم باحترام للذئب الألفا لوك، اقترب بين وسميث الحارسان من الذئب لوك يريدان إنزال بيرال عن ظهره، زمجر بغضب قبل أن تمسها أيديهم، وتحدثهم بغضب عبرَ الرابطة العقلية " إياكم ولمسها " ابتعد الاثنان بخوف من أن يطالهم غضب الألفا
تابع سيره يهدوء ناحية بيت المجموعة، صَعد إلى غرفتها وهو ما زال على هيئة ذئبه، يخشى استيقاظها إن عاد لطبيعته البشرية
طلب من إيما وإيلا أن تأتيا لغرفتها كي ينزلاها عن ظهره ،حضرت الاثنتان سريعًا وإمارات الاستغراب والحيرة ترتسم على وجهيهما بعد أن رأياهما على هذه الحالة، اقترابتا منه وهو يقف بجانب السرير فتحدثهما عبر الرابطة قائلًا " أنزلاها بهدوء، إياكما أن تستيقظ " أكمل محذرًا إياهما بجدية.
أومأتا بطاعة وحملاها بتأني ووضعاها على سريرها، تململت قليلًا، لكنها عادت لسباتها العميق بعد التعب الذي لقيته اليوم.
خرجت الفتاتان وتبعهما إيراكس ليدخل غرفته، عاد إلى هيئته البشرية وتناول بنطالًا قماشيًا أبيض اللون من خزانته وارتداه وأبقى جزأه العلوي عاري كما هي عادته، اتجه بخطواتٍ واسعة نحو غرفتها، وعلى ثغره ابتسامةٌ متعبة.
دخل بهدوء وأغلق الباب خلفه، جلس على السرير بجانبها وأزاح خصلات شعرها عن عنقها ليرى علامته تزينه اتسعت ابتسامه أكثر، لم يتوقع حدوث ذلك يومًا، فقد كان فاقدًا للأمل بقبولها به، والآن بعد أن وسمها سيعمل جاهدًا لكسب قلبها، لن يتخلى عنها بعد أن أصبحت ملكه، بل سيحارب لتبقى بجانبه.
طبع قبلةً طويلةً على جبينها، واستلقى خلفها بتعب وجذبها لحضنه بحذر، طوّق خصرها النحيل بيديه مُحكمًا عليها.
دفن وجهه بين خصلات شعرها السوداء التي تثير جنونه مستنشقًا عبقها رائحتها المُسكرة لأنفاسه، تململت الأخرى بين يديه بغير راحة، لكنها عادت تغط في النوم كما فعل هو، غارقين في عالم الأحلام بعيدًا عن واقعٍ مُتعب.
______________________________________
فتحت أعينها الزرقاء تقابل أشعة الشمس التي تضرب وجهها عادت تغلقهما مقطبةً حاجبيها بانزعاج، حاولت الحراك لكنها شعرت بيدين تطوقان خصرها تصلبت مكانها بصدمة، التفتت نحو الخلف بتوجس، ففرت من فاهها شهقة متفاجئة، كممت فمها سريعًا خشية أن يستيقظ.
تخضبت وجنتيها باللون الأحمر القاني وهي تراه ينام خلفها عاري الصدر، نزلت بنظراتها ليديّه المطبِقة على خصرها يضمها إليه متملكًا إياها، تمعنت في محلامح وجهه الرجولي الأسمر، رموشه الكثيفة وأنفه الحاد، واللحية المهندمة التي ترتسم حول حول ذقنه ما زادته إلا هيبةً وجمالا، وكم بدى متعبًا ومرهقًا آن ذاك، ورغم ذلك لم يقلل التعب من جاذبيته ووسامته، ابتسمت بحرج على أفكارها لتنفضها سريعًا من رأسها.
أنت تقرأ
لؤلؤة البحر (رباط)
Paranormalرواية تجمع شخصيتين مختلفتين من عالمين مختلفين، ربطهما القدر برابطة متينة وجعلهما جزءًا من حكاية تحمل في طياتها الكثير من المغامرات المشوّقة. لكن... هل يستمر السلام دومًا؟ أم تعود الحروب مجددًا؟ وماذا إذ كانا جزءًا من أسطورة عظيمة خبأها لهما القدر؟...