(الفصل الثلاثون)

13K 848 165
                                    


عادت الفتيات إلى المنزل بعد غياب الجوناء وراء الأفق، وهنّ يتسامرنّ بسعادة بادية على وجوههن بعد جولة طويلة فوق التنين فيكي.

هتفت إيلا مخاطبة بيرال وإيما وهي تمسد على بطنها " لقد حان وقت العشاء لنذهب إلى غرفة الطعام، إنني جائعة "

وافقتها بيرال كذلك قائلة " وأنا أيضًا، لكن سأذهب لغرفتي كي أبدل ملابسي وألحق بكنّ "

أومأن لها موافقتان لتتحدث إيما منبهة " لا تتأخري عزيزتي "

أومأت لها بيرال وهرولت نحو غرفتها كي لا تتأخر عليهن، دخلت سريعًا وفتحت الخزانة، تبحث عن ملابس ملائمة، أخرجت قميصًا باللون الأسود أكمامه طويلة وبنطالًا من نفس اللون كذلك، نظرت إلى نفسها ثم إلى ملابسها لتتأفف بضيق، عليها أخذ حمامٍ منعشٍ أولًا فرائحتها سيئة.

سحبت المنشفة ودخلت الحمام بخطى متعجلة، بعد برهة خرجت مرتدية ملابسها ومنشفة صغيرة على رأسها، جففته سريعًا ومشطته وأبقته منسدلًا خلفها، وعندما همّت بالخروج إذ بإيلا تقتحم الغرفة متأففة بحنق لتهتف بها عاليًا " لمَ كل هذا التأخير بيرال؟ "

بعثرت الأخرى خصلات شعرها بتوتر وأردفت بتبرير " كنت أستحم فاليوم كان شاقًا ومتعبًا "

رمقتها إيلا مغتاظة فتنهدت بضجر وأردفت وهي تطالع شعرها الطويل " أستتركيه هكذا مسدولًا؟ ألا يزعجك طوله! "

" كلا، لا يزعجني طوله بل أجده جميلًا، وكنت سأعقصه لكنني وجدت نفسي متأخرة لذلك تركته مسدولًا " أجابتها بيرال شارحة لها.

اقتربت منها إيلا بخطوات واسعة والتّفت خلفها بيرال تطالعها باستغراب، رفعت شعرها وسرحته على شكل كعكةٍ مهملة لتتناثر بعض الخصلات المتمردة على وجهها ومنكبيها تبرز جمال وجهها، شكرتها بيرال بلطف، لكن إيلا لم ترد عليها.

استدارت بيرال لها مستغربة من سكوتها المفاجئ، فوجدتها متجمدةً مكانها تطالع عنقها بأعين متسعة، وجههٍ شاحب.

وضعت بيرال يدها لا إراديًا مكان العلامة وهي تشتم نفسها داخلها لأنها نسيتها تماما، والآن كُشف أمرها، ارتفع وجيب قلبها بتوتر وخوف من ردة فعل الأخرى.

حاولت إيلا جمع كلماتها المبعثرة على أطراف لسانها لتخرجها بتلعثم قائلة ببعض الذهول " هذا وسمٌ! لكن… هذا وسم الألفا!"

بحثت بيرال عن تبرير مناسب أو أي حجةٍ مقنعة تخبرها بها، لكن عقلها توقف عن التفكير في هذه اللحظة وهي تطالع أيلا التي تحدق بها مذهولة

هتفت إيلا بعد أن استوعبت الأمر قائلة بغضب جلي " إنه وسم إيراكس أليس كذلك؟ "

نظرت لها بيرال بقلة حيلة ولم تجب بقيت على صمتها، لا تدري ماذا تقول!  أتخبرها بأنها لمْ ترغب ذلك؟ أم ستقول لها أنها ستتركه في النهاية! 

لؤلؤة البحر (رباط)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن