7

1.9K 184 28
                                    

لقد نقلونا إلى الساحة العامة لسجن القلعة، وهناك قرأوا علينا حكم الإعدام، ثم أمرونا بتقبيل الصليب وكسروا سيوفنا فوق رؤوسنا باعتبار أننا انتهينا. وبعدئذ اغتسلت غسلة الموتى، ثم ألبسونا الاكفان يا أخي. وصفّونا ثلاثة ثلاثة على الجدار تمهيدا لرمينا بالرصاص.

كان ترتيبي السادس، وكنت أنتمي إلى الوجبة الثانية التي سينفذ فيها حكم الإعدام، ولم تبق لي إلا دقيقة واحدة لكي أعيش، في تلك اللحظة فكرت فيك يا أخي، في اللحظة القصوى التي لا تتجاوز الثواني كنت أنت وحدك في خيالي، وعندئذ عرفت إلى أي مدى أحبك يا أخي الحبيب.

- من رسائل دويستوفيسكي إلى شقيقه ميخائيل




لم يكن ذهني بعد يومي الطّويل وبعد ظهوره المفاجئ قادرًا على العمل

جلستُ مستندًا إلى الطّاولة أمامه وحدّقتُ فيه بتعبٍ

"ماذا تعني؟"

رفع بصره إليّ لتتضح ملامحه البهيّة ما بين الضّوء والظّل

لطالما كان مشهورًا بشكله الحسن منذ صغرنا

لكنّها كانت مغطّاةً بنثارٍ خفيّ من الخوف والحزن لا يليق به قطعًا

ارتعش صوته ونظر إليّ بأعين تائهة لا تنتمي لشقيقي الأكبر الذي اعتاد إعطائنا الأمان ولم يظهر بمظهر الضعيف المتردد ولا مرّةً: "ماذا لو أُجبِرت أن أختفي.. يونغياه؟!"

أزعجني منظره المكسور فبدّلتُ نظري إلى كفيّ المعقودين وصمتُّ طويلًا غارقًا في فكري

ماذا إذًا؟

ألم يكن عليه إخبارنا بطريقةٍ ما؟

ألم يكن عليه التعامل مع الأمر بطريقةٍ ما؟!

لطالما كان قويًّا وبارعًا، كيف له أن يخذلنا في أحلك المواقف؟!

"ذلكَ ما حدث فعلًا، أنا آسفٌ، لم أستطع إخباركم، لم أستطع العودة، لم أستطع فعل أيّ شيءٍ"

نظرتُ إليه مطوّلًا واغروقت عيناي بالدّموع

أخيرًا قلتُ: "أنتَ لست سوكجين، لا بل لم يعد هناك سوكجين في هذا العالم. انتهى الأمر بالنّسبة لي، غادر عند حلول الصّباح"

وعدتُ إلى غرفتي بقلبٍ مضطربٍ كأنّه زورقٌ في عاصفة

وكلّ ما كنتُ أراه طوال الليل هو أعينه الرّاجية المتعلّقة بي




🍃

العودة | KSJ x MYG ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن