14

1.6K 158 43
                                    

فقلب الغريب أتى سائلا
وقلبك مر مرور الكرام


بعد دقائق عاد يحمل كوبًا من الماء وعلبة المسكّن

ناولني الماء ووضع في يدي الأخرى حبّتين فابتلعتهما فورًا، ثمّ أسندت ظهري إلى رأس السّرير الخشبيّ

قال وهو يهمّ بالخروج: "فلتحصل على بعض الرّاحة، يونغي"

كنتُ أكثر تعبًا من أن أعالج أيّ شيءٍ في رأسي، وكأنّ الاعتراف بمرضي وحده هو ما جعله مُؤثّرًا حقًّا!

أغمضتُ عينيّ الثّقيلتين

وشعرتُ أنّي مُعلّقٌ في بحيرةٍ صافية أراقب خيوط الشّمس دون خوفٍ ولا خطر

لا أعرف إن كان تأثير الدّواء أو المرض لكنّني استسلمتُ له وبعد دقائق خلدتُ إلى النّوم

استيقظتُ على حركةٍ خفيفةٍ حولي

كان هيونغ واقفًا بجواري

لكنّني للعجب لم أستطع فتح عينيّ

كأنتا ثقيلتان كأنّهما ملصقتان بصمغٍ

وهكذا عدتُ للنّوم

ومرّةً ثانية شعرتُ به

هذه المرّة جلس على طرف السّرير

أمسك يدي

وأخذ يغنّي أهزوجةً قديمةً اعتدنا ترنيمها قبل النّوم في طفولتنا

آه، صوت هيونغ..

ابتسامةٌ أخذت مكانها على شفتيّ

لكن لاحقًا أعتقد أنّه مرّ بنوبةٍ من نوباته، رغم أنّي لم أكن في كامل وعيي للتأكّد

أخيرًا، ما حدث بعدها جعلني أدرك سرّه الخطير، أو هذا ما اعتقدتُه

شعرتُ بيدين باردتين حول عنقي

ظننتُه كابوسًا

لكنّ قبضتهما وشدّتهما كانا أقوى من أن تكون مجرّد هلوساتٍ

ورغم الصّمغ المطبق على جفنيّ ورأسي فتحتُ عينيّ

وهناك كان يقف هيونغ بنظرته المُستهدِفة تلك

ويشدّ يديه ليخنقني!

"ه هيو نغ.."

بالكاد نطقتُ وأنا أنظر إليه بعينين أخذت الدّموع تغطّيهما

لكنّ كلّ ما حصلتُ عليه هو نظرةٌ قاسيةٌ وضغطٌ أقوى

توقّف أرجوكَ

أردتُ أن أقول ولم أستطع

سعلتُ متلهّفًا للهواء

بلا فائدةٍ

أردتُ أن أدافع عن نفسي

لكنّ جسدي لم يستجب لي!

بدأتُ أشعر بالّدوار وتشوّشت رؤيتي

وقلبي بدوره كان يختنق

مدركًا أنّ شقيقي الأكبر الذي وثقتُ به وأعطيتُه فرصةً هو من كان يفعل ذلك بي

هل أصبحنا قابيل وهابيل؟

لماذا؟

تسلّلت دموعٌ من زوايا عينيّ

شهقتُ مرارًا وسعلتُ

ولم يلن أو يشفق على حالي بل ازداد شدّةً

وهكذا أغمضتُ عينيّ باستسلامٍ



🍃

العودة | KSJ x MYG ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن