سأحبّك إلى أن تنطفئ الشّمس
إلى أن يسقط القمر في الفضاء ويختفي
إلى أن تهدأ المحيطات المتلاطمة وتخبو
إلى الأبد
سأحبّكتقلّب فوق الأريكة فقطعتُ أفكاري والتفتُّ إليه
تمطّى ثمّ اعتدل جالسًا وعندما لمحني قال: "أوه، صباح الخير"
أومأتُ بخفّةٍ وأشحتُ بصري إلى نصف شطيرتي المتبقي في الطّبق أمامي قبل أن أشعر بحركته حولي
ها، مفعول الطّعام وشقيقي الأكبر، بعض الأشياء لا تتغيّر على ما أعتقد
أخذتُ أنهض وتمتمتُ: "يمكنكَ الجلوس"
لكنّ يده ضغطت على كتفي مانعًا إيّاي من النّهوض وقال بهدوءٍ: "انتظر، لنتحدّث"
رفعتُ بصري إليه يقف إلى جانبي الأيمن لأحدث تواصلًا بصريًا بيننا
كان هادئًا جدًّا، مختلفًا تمامًا عن حاله بالأمس
وسحبتُ مقعدي إلى الأمام من جديدٍ لسببٍ مجهولٍ
ليس مجهولًا تمامًا
في داخلي أردتُ أن أعرف ما حدث
جزءٌ صغيرٌ منّي كان يريد مسامحته
وكنتُ بحاجة لسببٍ مُقنعٍ بما يكفي
جزءٌ صغيرٌ منّي أراد أن يسمع منه أنّه اختفى قسرًا ولم يتخلّى عنّا
جزءٌ صغيرٌ منّي أراد أن يعرف أنّه لم يكرهنا يومًا
وهكذا جلستُ
وهو جلس في المقعد المقابل
وفي المنتصف كان الخبز، شرائح الجبن والمرتديلا، وبعض الخس والطماطم
لذلك لم أتكلّف عناء مدّ شيءٍ إليه
لكنّه خلاف عادة سوكجين جلس ونظر إليّ وكأنّه لم يكن ثمّة ما يؤكل في المكان، ثمّ بدأ الحديث: "يونغي، أنا جادٌّ بشأن ما قلتُه أمس.."
يونغي؟ هل استوعب أخيرًا أنّه لا يحقّ له مناداتي بلطفٍ؟ رغم أنّ ذلك فاجئني وآلمني قليلًا في الحقيقة
أدركتُ أنّ رأسي ثقيلٌ وأفكاري هائجةٌ عندما احتجتُ جهدًا للتّركيز معه
تابع بعينيه الصّافيتين ووجهه الهادئ: "لقد اختُطفتُ.. واحتُجِزتُ.."
تسارع نبضي برعبٍ كأنّني أشهد اختطافًا أمامي ولم أستطع فعل شيءٍ، لكنّه بقي ثابتًا بهدوءٍ أرعبني، لماذا يبدو وكأنّه يتحدّث عن شخصٍ آخر؟ من أين يستقي هذا الهدوء؟
انتظرتُ أن يضيف شيئًا لكنّه توقّف عند ذلك الحدّ وكأنّ كلّ شيءٍ أصبح بيّنًا وشافيًا!
ابتلعتُ مرطّبًا حلقي الجّاف: "مـ مهلًا، هذا فقط؟ كيف؟ متى؟ لماذا؟ ومن؟"
رفع حاجبيه قليلًا: "على رسلكَ!"
تنفّستُ بعمقٍ وسيطرتُ على تلعثمي لكنّني تجاهلتُ تعليقه فأفكاري وأسئلتي كانت طوفانًا يغرقني: "ولماذا الآن فقط عُدتَ؟"
تنهّد: "واحدةً واحدةً، كيف؟ كنتُ عائدًا إلى البيت ليلًا عندما حدث ذلكَ، توقّفت سيّارةُ بجانبي وترجّل منها شخصان وقبل أن أتمكن من القيام بأيّ حركةٍ كانا قد خدّراني. متى؟ حسنًا، أليس الأمر معروفًا؟ أنا في السّابعة عشرة، إذًا أنت في الخامسة عشرة، وكما قلتُ للتوّ في إحدى الليالي. لماذا؟"
توقّف آخذًا نفسًا عميقًا ثمّ قال بثباتٍ لم يستطع منعه من الاهتزاز تمامًا: "لا أعلم. وكذلكَ الفاعل، أنا لا أعلم."
عقدتُ حاجبيّ، الأمر صعب التّصديق بالفعل، ألا يمكنه أن يكون أكثرًا دقّةً؟ أكثر صدقًا؟
كيف يمكنني تصديقه هكذا؟!
"لم تجب السّؤال الأخير.. لماذا عدتَ الآن فقط؟ كيف هربتَ إن كُنت محتجزًا؟"
أخذ نفسً مهزوزًا: "لقد.. حاولتُ.. لطالما حاولتُ الهرب.."
أبعد بصره وتنفّس بعمقٍ مستجمعًا نفسه: "أقسم يونغي، كلّ يومٍ كان كالجحيم بالنّسبة لي، لم أنسكم لحظةً واحدةً.. وأشدّ من كلّ الآلام كان ألم عدم رؤيتكم هو الأشدّ.."
تلألأت عيناه تاليًا وارتجف صوته، أخذ يشبه نفسه البارحة، ومن فوق الطّاولة قبض كفي بشفاه مرتعشة: "يونغياه.."
ورغم مرج مشاعري وأفكاري ملمس يده على كفّي كان يشبه مرساةٍ أردت التّمسّك بها بشدّةٍ
🍃
أنت تقرأ
العودة | KSJ x MYG ✔
Fanfictionغاب طويلًا ثمّ عاد كيف يجرؤ؟! بدأت في: 31 10 2019 انتهت في: 08 11 2019