16

1.5K 153 31
                                    

أمِيلُ بقَلْبي عَنْكِ ثُمّ أرُدُّهُ

وأعْذِرُ نَفْسِي فيكِ ثُمّ ألُومُها





"مـ ما الذي حدث للتوّ؟!"

سأل جيمين بفزعٍ دون أن ينهض

"لا أعلم!"

"لماذا كان سوكجين هيونغ.. يخنقك؟"

تسائل مجددًا وهو ينظر إلى عنقي

أهناك كدماتٌ يا ترى؟

حدّقتُ في وجه هيونغ المرتمي على السّرير أمامي

"لا.. أعلم جيمين، استيقظتُ لأجده يفعل ذلكَ"

عبس جيمين: "هو يتصرّف بغرابةٍ شديدةٍ كأنّه شخصٌ آخر، لا أتذكّر أنّ هيونغ كان هكذا!"

شخصٌ آخرٌ..

يونغي..

يونغياه..

العيون..

النّظرات..

الدّواء..

الدّواء!

شهقتُ وأنا ألتفت إلى جيمين: "جيمين!"

شهر باللهفة في صوتي فأعطاني انتباهه رغم ضياعه وتشتته للمشهد الذي رآه، وعلى الأرجح، لخيبته

"هيونغ.. هو قد.. إييش كيف أشرح الأمر؟!" ربّما لديه انفصامٌ؟!"

اتّسعت عيناه وحدّق بي لحظاتٍ ثم ضحك بخفّةٍ: "هاي هيونغ! ما الذي تهذي به! هذا غير ممكنٍ!"

عبستُ: "بل يمكن جيمين! لم أخبركم كي تقلقوا لكن.."

توقّف قليلًا مفكّرًا إن كان من الصّواب إفشاء الأمر ثم تابعتُ: "هو كان مختطفًا.."

هذه المرّة تمتم برعبٍ وبأحرف مقطّعة: "مُخـ.. ـتَطف؟"

أومأتُ: "هذا ما أخبرني به على الأقل"

تابعتُ بصوتٍ مرتجفٍ غير راغبٍ بنطق الكلمات: "لم يذكر تفاصيلًا، لكن إذا تعرّض للتعذيب أو.."

ابتلع وقاطعني: "لكن.. ما زلتُ لا أفهم ما حدث.. لماذا آذاكَ؟!"

"ولا أنا، لكنّني أمتلك تفسيرًا صغيرًا، منذ أن أعطاني المسكّن صباحًا وأنا أشعر بالوهن.. ربّما دسّ نوعًا من المخدر في الماء أو الدّواء"

لم أنظر إلى وجه جيمين وأنا أقول ذلكَ لأنّي أعرف أنّه سيتأثّر غاية التّأثّر

"وأيًّا يكن شخصه الآخر، فهو من حاول أذيتي"

"لكن هيونغ.. هذا.. غير قابل للتصديق!"

تنهّدتُ: "أعلم، لكن جيمين.. أقسم أنّ عيناه انقلبتا تمامًا ما بين محاولته لخنقي، وما بين اللحظة التي اندفع إليّ فيها وأخذ يبكي، النّظرات في المرّة التّالية كانت لجين هيونغ بلا جدالٍ! أمّا في البداية.."

صمتُ قليلًا متذكّرًا ما حدّث، غير راغبٍ بالتّصديق: "بدا كشخصٍ آخر"

تنهّد جيمين أخيرًا وفرك شعره بيديه: "لا أعلم! لا أعلم!"

تناولتُ هاتفي: "سأتصل بهوسوك"

لقد كان صديقي من المتوسطة

وأنا ممتنٌ لأنّه بقي على تواصلٍ مع فاشلٍ مثلي حتّى الآن

وكان طبيبًا

"ربمّا يمكنه تفسير ما يحدث

لكن أوّلًا ساعدني لننقل سوكجين هيونغ إلى الأريكة"

دقائق وكنا متجاورين أنا وجيمين على سريري

اتّصلتُ بهوسوك ووضعتُ مكبّر الصّوت

وبعد رنّاتٍ قليلة أجاب بابتهاجه المعتاد

تبادلنا التّحايا والسّلام قبل أن أدخل في صلب الموضوع

لم أخبره أنّي أعرف المريض شخصيًا

لكن ذكرتُ كلّ تفصيلٍ تذكّرتُه

وحرصتُ أن أكون دقيقًا وصادقًا

وألّا أنسى أيّ شيءٍ

همهم مفكّرًا

"الانفصام أمرٌ غير مستبعدٍ

لكن يبقى الفحص في العيادة هو الفيصل لتشخيص الحالة بدّقةٍ"

"لكنّه حاول أذيّة شخصٍ مهم!"

"فهمتُ هذا، لكن إذا كان مختفيًا كما تقول، فمن يعلم أنّ الأمر لم يصدر من قرارٍ شخصيّ؟"

"لكنّ تصرفاته ونظراته كلّها كانت مختلفةً!"

فجأةً وجدتُني أدافع عن سوكجين هيونغ

متمسّكًا باحتمالية أن يكون مصابًا بالفصام

فهكذا ومن معلوماتي الضئيلة عن الموضوع

أستطيع تصديق أنّ ما حدث بيد شخصٍ آخر

وإن كان يتلبّس جسده

وأنّه لم يقصد أذيتي يومًا!

"كما قلتُ هيونغ، هي احتماليةٌ كبيرةٌ لكن ليكون الأمر دقيقًا لا بدّ من أخذه لعيادةٍ مختصّة"

تنهّدتُ: "حسنًا هوسوكاه، فهمتُ، شكرًا لك"

"لا داعي للشكر!" قال واستطعتُ رؤية ابتسامته المشرقة بوضوح

تحيّاتٌ أخرى ووعودٌ باللقاء وأنهينا المحادثة

حدّقنا في الجدار الأبيض أمامنا

إذًا هو مصابٌ بالفصام؟

وقررتُ في داخلي أنّه إن كان الأمر صحيحًا فلن أدعه حتّى يشفى -رغم أنّي لا أعرف كيف يشفى بالضبط-

وحتّى أعرف ما الذي حدث له

ومن الوغد الذي تسبب بذلكَ

وحتّى أنتقم..




🍃

العودة | KSJ x MYG ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن