9

1.7K 177 24
                                    

كان في عينيك شيء لا يخون
لست أدري.. كيف خان؟

ليس يجدي الآن شيء
فالذي قد كان.. كان




انصرفوا إلى الجامعة

وأنا أيضًا كان عليّ الذّهاب إلى العمل

العمل المهلك الذي أمارسه يوميًا من الصّباح وحتى الليل

كعامل بناء

والذي لم أجد غيره كفتى في الخامسة عشرة لا معيل لأسرته سواه

وهأنذا ما زلتُ لا أجد غيره

فكيف يمكن لمن ترك تعليمه أن يجد عملًا محترمًا؟!

يطرق الصّداع رأسي

أنظر إليه من مكاني على كرسيّ المطبخ

ما يزال نائمًا بسكونٍ على الأريكة

أعليّ مسامحته فحسب؟

أودّ ذلكَ

أودّ ذلكَ بشدّةٍ

لكنّ الشّرخ في قلبي وفي حياتي لا يمكن التّعبير عنه

برحيله شعرت بالفراغ، بالخيانة، بالخوف، بالضياع، بالوحدة، بالحيرة، بالمسؤولية، بالتعب

لم أدرك يومًا أنّ المسؤول عن عائلةٍ سيتحمّل كلّ ذلكَ

ولم أدرك أنّه خلال الشّهر الذي تلا وفاة والديّ وسبق اختفاءه كان يتحمّل هو كلّ ذلكَ

ولم أفهم كيف رمى ثقله كلّه عليّ وغادرني دون كلمة طمأنة

وهأنذا

عامل بناء، أخٌ أكبر لثلاثة جامعيين، شخصٌ طحنته الحياة، بلا ماضٍ ولا مستقبلٍ، شخصٌ عالقٌ في دوّامة سوداء، والفضل لمن..؟

فكيف، كيف يمكن لي أن أفتح ذراعيّ على مصراعيهما لأحتضن الشّخص الذي غرس الرّمح في قلبي؟




🍃

العودة | KSJ x MYG ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن